الفصل السادس والسبعون (خضعت لهُ)

142 13 0
                                    

"الفصل السادس والسبعون"
_حرب الأعداء_

___________________

‏أبلِغ عَزيزاً في ثنايا القلبِ مَنزله،
‏أنّي وإنْ كُنْتُ لا ألقاهُ ألقاهُ،

‏وإنَّ طرفي موصولٌ برؤيتهِ،
‏وإنْ تباعدَ عَن سُكناي سُكناهُ،

‏يا ليتهُ يعلمُ أنّي لسْتُ أذكرهُ،
‏وكيف أذكرهُ إذ لسْتُ أنساهُ،

‏إنْ غابَ عنّي فالرّوح مَسكنُهُ،
‏مَنْ يسكنُ الرّوحَ كيفَ القلبُ ينساهُ.

_تَنْوِينٌ.

___________________

اللعب مع الكبار ليس سهلًا، فليس كُلّ مَن قرر الولوج إلى هذه اللُعبة كان كبيرًا، لُعبةٌ كبيرة ابْتَلَعَت الجميع في جوفها ووضعتهم أمام الواقع لمواجهة ما ينتظرهم، مِنهم مَن لعبها بذكاء وحِكمة، ومِنهم مَن أتخذ حقارته سلاحًا ذو حدين، فلم تكُن جميع الوجوه بريئة، ولم تكُن جميعها طيبة، فكان المكر صفةٌ مؤكدة وأساسية في حياتهم، فكيف يجتمع الشمال مع الجنوب في هذه اللُعبة الدنيئة التي حَكَمَت على الجميع المواجهة وتلقي المصير المنتظر.

<"فعلٌ بسيط وفِكرٌ دنيء يُكلف الكثير،
فلا تقوم باستفزاز الأسد حتى لا تكون فريسته.">

هكذا كانوا بني البشر على مر الزمان والعصور..
أفعالهم حقيرة وفِكرُهم دنيءٌ ونفسهم أمارة بالسوء، فإن قرر الشيطان أن يتولى أمر بني آدم وتلقى الاستسلام لهُ فسلامٌ على الدُّنيا، هكذا كانوا هم، فعلهم بسيط، وفِكرُهم دنيء يُكلفهم الكثير، فلا عزاء على مَن قام باستفزاز الأسد، فقد أختار أن يكون فريسته..

صمت سيطر على المكان بشكلٍ مُرعب بعد أن قام "حافـظ" بصفع ولدهُ، كانت الصدمة حليفةُ الجميع وعلى رأسهم ولدهُ الذي تلقى الصفعة، وعن "حافـظ" فقد كان يُطَالْعَهُ بغضبٍ شديد ليقول بنبرةٍ حادة أشبه بسَنْ السكين الحاد:

_القلم دا تمن وساختك اللي غرقان فيها ولسه بتغرق لحد دلوقتي ورافض الأيادي تتمدلك عشان تشدك وتساعدك، متبقاش عارف إنك كدا وتشد حفيدي معاك، متبقاش زي الحية السامة اللي بتبُخ سِمها ومستنية مفعوله يشتغل عشان تاكُل فريستها، أنتَ سيبت نفسك تغرق فبحر الفساد وأنا مديتلك إيدي وأنتَ رفضت تطلع وعجبك موجه فمتجيش دلوقتي تشد غيرك وتجبره على حاجة هو مش عايزها.

أنهى حديثه ثمّ طافَ بعينيه بينهم ينظر في وجوههم جميعًا مستشعرًا بالتقرف الشديد نحوهم، نظر إلى زوجته هُنَيْهة والتي كانت السبب الرئيسي في هذا الفساد كُله، أصبحت عجوزٌ وكأن عُمرًا أُضيف إلى عُمرها الحقيقي فهذا كان ثمنًا لأفعالها الدنيئة، فقد كانت سببًا في مقتل أحبهم إلى قلبه ماذا تنتظر مِنْهُ الآن، تحدث مجددًا بنبرةٍ حادة وهو ينظر لهم جميعًا قائلًا:

احببتها ولكن ج7 &quot;حرب الأعداء&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن