الجزء السادس

433 48 13
                                    

#عروج_6

ابتسم رضا رغم الوجع
الذي كان يعتصر قلبه
و اجابها بلطف : 
_ حسناً سأجيب ،
هيا قولي يا اماه . 
اجابته سائلة : 
_ اريدك ان تخبرني ،
لِمَ كلما طبخت الدجاج تكتفي باللبن و الخبز ؟
ارتسمت ملامح الجدية على وجهه :
_ امي هذا الدجاج حرامٌ اكله . 
_ ماذا ؟! لطالما استخدمتُ هذا النوع من الدجاج
و لم تقل لي يوماً انه حراماً ما الذي اختلف الان ؟ 
ـ

لم اكن اعرف عن عدم
حلية اللحوم المستوردة
من الخارج الى ان اخبرني
طاهر بذلك ، الدجاج الاجنبي
لا يُذبح وفق الشريعة الاسلامية
و ما لا يذبح وفق الضوابط
فهو نجس و حرامٌ اكله .
ضاقت نفس ام رضا جداً و انزعجت
لانها تطعم عائلتها
حراماً من حيث لا تدري : 
ـ

لن اتهاون بعد اليوم بتاتاً
في التدقيق بحلية الطعام
من عدمها يا رضا .
فاجابها و قد شعر بالارتياح لتفهمها
و مبالاتها للامر :
_ احسنتِ يا امي و اسأل الله
ان يطهر اجسادنا من الحرام ،
امي ان عدم حلية الطعام
تحجب الروح عن التوجه
و تورث قساوة القلب فيُحرم المرء
الفيوضات الالهية
من حيث لا يشعر لهذا امرنا الشارع المقدس
بالتحقق و التدقيق في كل ما نتناوله
و حتى الاكل الذي فيه شبهة
او شك حثنا على اجتنابه . 
كانت امه تصغي لحديثه
بانتباه وقد دمعت عيناها
لطيب قوله و شعرت بشيءٍ لم
تألفه قبلاً تمعنت في وجهه قبل ان تقول : 
ـ

رضا من اين لك كل هذا الكلام
و هذه المعرفة . 
_ انه طاهر يا امي رفيقي الملائكي .
استغربت والدته :
_ ملائكي ؟! ابتسم رضا :
ـ

هكذا يحلو لنا تسميته انا
و رفاقي فحضوره و نوره
و صدق حديثه يجعله يبدو كالملاك
و منذ ما يقارب العام
و هو يسعى في تثقيفي
و بعض زملائي دينياً في
جميع الامور الفقهية و العقائدية
ناهيكِ عن اهتمامه البالغ
بتهذيبنا روحياً من اجل
السلوك الى الله .
ـ

فرحت امه كثيراً و طلبت منه ان
يدعو طاهر الملائكي لمنزلهم
قريباً لتتعرف اليه عن كثب . 
ـ



عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن