#عروج_11
كان رضا حائراً بين الموافقة
على مساعدة لمياء من عدمها
لذا قرر ان يذهب لطاهر بعد
عودته من الجامعة ليستشيره
في الامر .
كان الصراخ يعلو من البيت
المجاور لبيت طاهر ،
انه بيت ام صباح صديقهم
الذي يدرس الطب لم يدري
رضا ماذا يحدث في منزلهم
فقط كانت اصوات النساء
الباكيات تملئ الارجاء
بنحيبٍ مؤلم ، خشي ان
يكون احد افراد عائلة صباح
قد توفاه الله لذا حثَّ الخطى
نحو بيت طاهر ليتبين الامر منه ،
قرع الجرس و ما هي الا هنيهة و
اذا بطاهر يقف امامه و علائم الحزن
و الاستياء باديةٌ على وجهه
و يكاد ان يبكي ، و فعلاً بعد
ان ادخلَ رضا لغرفة الاستقبال
احتضنه و اخذ يبكي بشدة ،
ربت رضا على ظهره
و قد دمعت عيناه من شدة التأثر
بحال طاهر ، انها المرة الاولى
التي يراه بهذه الحالة :
ـطاهر ، ايها الملاك الطاهر ماذا دهاك ؟
سيطر طاهر على نفسه
و كأن صوت رضا اعاده الى ارض الواقع ،
كفكف دمعه واجاب بانفعال :
ـانه صباح يا رضا لقد
تم اعتقاله اليوم .
الان عرف رضا مصدر البكاء
و الضجيج في بيت صباح .
_ ولكن لِمَ ؟
_ انه الظلم يا رضا ، ظلم الحكام الجائرين
الذين يخشون على عروشهم من الثلة المؤمنة
هذا ديدن الظالمين عبر التاريخ
محاربة الخير المتمثل بـ
( انهم فتيةٌ امنوا بربهم وزدناهم هدى ) .
سادت لحظات صمتٍ قاتلة
و كأن الزمن توقف عند اخر
لقاء مع صباح في مجلسهم
الاسبوعي عندما اعرب لهم
عن مدى فرحه لانه استطاع
المداومة على صلاة الليل
و انها اصبحت بالنسبة له
كاللقاء بالمحبوبة التي يطول انتظارها .
ذرفا الدمع بصمت ، ثم انتبه طاهر
الى ان حضور رضا لمنزله لابد ان
يكون ورائه حاجةً ما فحاول
الابتسام قليلاً و استأذن مغادراً الغرفة ،
بعد لحظات قليلة عاد حاملاً اكواب الشاي :
_ اعذرني يا رضا على قلة
ذوقي في استقبالك بالشكل اللائق .
ـآه يا طاهر ايها الملائكي
ما هذا الكلام انت اصل الذوق
يا رفيق روحي .
علت الابتسامة وجه طاهر الشاحب :
_ لا زلتَ مُصراً على تسمية
الملائكي ايها الرفيق العزيز .
ـاجل مُصر و سأظل اناديك به
ما دمت اتنفس هواء هذه الدنيا .
_ حسناً ، والان هات ماعندك ،
ما سبب تشريفي بحضورك اليوم ؟
_ لن اطيل عليك يا طاهر اعلم
انك لست بخير الان و لكن احتاج
النصيحة بخصوص امرٍ مهم .
ـ
أنت تقرأ
عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)
Short Storyرواية تحكي قصة ثورة... الثورة على الظلم والثورة على الذات بقلم ندى يعرب