الجزء 46

264 41 0
                                    

#عروج_46
لا يدري رضا كم من الدقائق مضت
و هو يحتضن طاهر ويبكي على كتفه
فجاءة تحول الحزن الى فرح و انزاحت
هموم كالجبال و شعر بأن الزنزانة هي
الحرية المطلقة ، تحول السجن الى ملاذ
امن لرضا ، همس لرفيقه :
_ آه يا طاهر اخاف ان اترك احضانك
فتختفي من امامي ، بعد اعتقالك شعرت
ان روحي غادرتني ، لطالما شعرت بها
تسحبني ولكن لا اعلم الى اين والان عرفت
ان روحي كانت تبحث عنك يارفيقي الملائكي
و تريد العودة الى مرافقتك . 
ابتسم طاهر بلطف و ابعد رضا قليلاً و اخذ 
يتفرس في وجهه و ملامحه تفيض اشتياقاً :
_ لا زلت تناديني بالملائكي .
اجابه بصوتٍ باكٍ : 
_ اجل ايها الملائكي . 
و عاد الى احتضانه مرةً اخرى ، و هو ينتحب :
_ رضا دعني اعرفك على رفاقي يا عزيزي .
تحركا ببطء و حذر الى احدى الزوايا
حيث مجموعة من الشباب يجلسون
متراصين و يتبادلون الاحاديث بصوت اقرب
الى الهمس شعر رضا بشحناتٍ من الطمأنينة
والسكون تملئ نفسه كلما اقترب منهم ،
اقترب طاهر من احدهم و خاطبه باحترام :
_ سيد منذر هل تذكر الشاب الذي حدثتك عنه ،
ها قد حلَّ ضيفاً علينا .
قام سيد منذر من جلسته بصعوبة لضيق المكان
و كذلك على مايبدو انه مصاب في رجله
و مدَّ يده لرضا مصافحاً و خاطبه بصوتٍ
هادئ جعل رضا يصاب بالقشعريرة :
_ السلام عليكم اخي رضا يسرني التعرف اليك
اخبرني الاخ طاهر الكثير عنك . 
_ و عليكم السلام سيد، يسرني التعرف اليك ايضاً .
تأثر رضا بسيد منذر فقد كانت هالة من النور
تحيط به وتجذب الناظر اليه .
بعد تبادل التحايا مع الشباب اتخذ كل واحدٍ
منهم مكان له و اكملوا احاديثهم التي
تمحورت معظمها حول الامور العقائدية .
جلس طاهر بجانب رضا ودون سابق انذار
هامت عيناه بغفوةٍ و سقط رأسه على
كتف طاهر فبدا كطفلٍ صغير ، دمعت عينا
طاهر و ظل يتأمل رفيقه النائم وعينه
المتورمة و قد اسودت من اثر الضربة ،
اخذ يحدث نفسه :
_ اسفي عليك يا رضا لا زلت غضاً يافعاً ،
ترى ما حال امك الان و هي التي تعشق
وجودك ، كيف ستمضي ما تبقى لها من هذه
الدنيا وانت بعيد عنها ، تساقط دمعه واتجه
بنظراته نحو السقف و اخذ يلهج بالدعاء
لوالدته و والدة رضا ولكل ام فقدت فلذة كبدها .

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن