#عروج_8
مرت الايام و كان رضا
يصارع الواقع الجامعي
المخالف لمبادئه و توجهاته ،
لكنه لم يُظهر هذا الامر لاحد ،
احبه الاساتذة لحُسن سلوكه
و اخلاقه و لتفوقه و اجتهاده
و هذا ما لمسه زملائه ايضاً فأصبحوا
يتوافدون عليه ليشرح لهم المواد
التي تصعب عليهم ، و كان من
بينهم زميلةٍ له تدعى لمياء
كانت دائماً تلجأ اليه اثناء
فترة الامتحانات و لكنه كان يتهرب
اغلب الاحيان لانها غير محجبة ناهيك
عن كونها اجنبية و كان لا يستطيع
النظر لها و تصرفه هذا لفت انتباهها
و فاجئته ذات مرة بقولها :
ـرضا لم لا تنظر اليِّ عندما
تشرح لي شيئاً ما ؟! اطرق برأسه
الى الارض مفكراً :
يا ترى هل ستفهم لمياء اذا اخبرتها بالسبب
ام انها ستسخر مني ؟
لم يطل التفكير و قرر ان عليه اخبارها مهما كان رأيها :
ـانت اجنبية و غير محجبة
و لا يجوز لي ان انظر اليك .
_ ماذا تقول يا رضا انا لست اجنبية انا عربية !
ـتبسم رغماً عنه لسذاجتها
و اجاب بروية :
_ اجنبية لفظة تطلق على المرأة الغريبة ،
اي من يحل الزواج منها
و كذا الامر بالنسبة للرجل فانا اجنبي
بالنسبة لك ، هل فهمتِ؟ ـشعرت بمدى جهلها فاحمر وجهها قليلاً
و ردت بصوت خجول :
ـنعم نعم لقد فهمت اعذرني
لجهلي فهذه اول مرة اسمع فيها
هذا النوع من الكلام ،
صمتت قليلاً ثم اردفت بصوت منخفض :
_ رضا انت مختلف جداً عن
جميع الزملاء .
هنا هبَّ رضا واقفاً عندما احسَّ
ان الموضوع سينحى منحى اخر
و ردَّ عليها ببرود :
ـلقد اكملنا جميع الاسئلة
و الان يتوجب عليَّ الذهاب .
لم تجبه فقد فوجئت بتصرفه الغريب و المفاجئ .
ـحسناً، انا اشكركَ على وقتك .
لم تفهم لمياء تصرف رضا ،
هو حقاً مختلف و طالما اطلقت عليه
صديقاتها لقب المعقد ،
وكنْ يضحكن منها عندما تذهب اليه
لتطلب مساعدته و لكنها
كانت تجده مختلفاً عن باقي الطلبة .
أنت تقرأ
عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)
Short Storyرواية تحكي قصة ثورة... الثورة على الظلم والثورة على الذات بقلم ندى يعرب