الجزء 25

306 43 0
                                    

#عروج_25
عاد رضا ادراجه الى القسم بعد
ان اوصل لمياء الى سيارتها
و اخبرته عن خالد ، ارادت ان
توصله لمنزله لكنه رفض ذلك : 
ـ

لن اضيع محاضراتي بسبب هذا
التافه ، لم افعل اي شيء خاطئ
و لم اتعرض لاحدٍ بسوء لِمَ
يتوجب عليَّ الهروب و تضييع
محاضرات اليوم ؟!اردف باصرار
و ارادة : 
_ لن اغادر ، اذهبي الان فصباحك
لم يكن سهلاً بتاتاً ، سأشرح لك
المواد لاحقاً ، رافقتك السلامة . 
غادرتْ الجامعة الى منزلها كانت
تشعر بالتعب و لا تدري كيف
ستواجه والدتها حين عودتها ،
مدت يدها لتدير مقبض الباب
و اذا به يُفتح ، كان والدها يهم
بالخروج لعمله و لكنه تسمر
في مكانه عندما نظر الى ابنته ،
كان رجلاً كثير الانشغال و يقضي
معظم وقته في العمل و التنقل
الدائم ، غاب عن المنزل الاسبوع
الماضي و الان يقف امام وحيدته
و هي بهذا المظهر الجديد
ناهيك عن احمرار عينيها
و خلو وجهها من مساحيق التجميل ،
خافت من ردة فعله جداً
و لكن ما هي الا لحظات
و كانت في احضانه و قد اعترته
موجة بكاء مباغتة ،
عانقها بقوة مقبلاً رأسها الذي
غاص في صدره الحنون ،
كانت بحاجةٍ الى من يحتضنها
ويطبطب عليها و يشعرها بالامان
همس والدها بأنكسار لم تألفه سابقاً : 
ـ

حبيبتي ، ابنتي الغالية ،
عندما فتحت الباب لاخرج
لم يكن يخطر ببالي لحظة واحدة
اني سألتقي بأمي هنا على عتبة
باب منزلي ! نعم يا لمياء ،
انت نسخة طبق الاصل من جدتك
رحمها الله ، لقد خفق قلبي
بقوة و قد خلتك هي ، يا الهي
شعرت بقلبي يكاد يتوقف عن
الخفقان و انا انظر اليك ،
ظننتك شبحاً ، ماذا حلَّ بك يا حبيبة ابيك ؟
و متى ارتديتِ الحجاب ؟
لِمَ لم تطلعيني على قرارك هذا ؟ 
رفعت وجهها اليه مبتسمة : 
_ و كيف لي ان اطلعك على
قراري و انا بالكاد اراك يا ابي !!
احنى رأسه خجلاً لاحساسه
بمدى تقصيره تجاهها : 
_ فعلاً الحق معك فيما تقولين ،
و لكن اعدك ان نجلس اليوم سويةً
بعد عودتي من العمل ، اريد ان
تقصي عليَّ كل التفاصيل التي
فاتتني وانا بعيدٌ عنك ، اتفقنا ؟ 
_ ان شاء الله يا ابي كم اود
ذلك سأكون بأنتظارك . 
ـ

بعد ان احتضنها مجدداً قبلها مودعاً .
دخلت الى المنزل كان هادئاً
و يبدو ان والدتها ليست موجودة ،
تنفست الصعداء و صعدت الى
غرفتها تمددت على السرير
و استغرقت في نومٍ عميق . 
اما خالد فقد اصبح شغله
الشاغل الانتقام بكل مكر و دهاء
و استعادة كرامته التي اطاح بها
رضا امام الجميع ، فكر بخبثٍ : 
ـ

لن انتقم منكما الان سأنتظر
بعد الامتحانات و حلول الاجازة
الصيفية ، آه يا لمياء سأجعلك
تندمين ايتها الخائنة لتفضيلك
رضا المعقد الفقير المعدم عليَّ .



عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن