#عروج_13
فتحت والدة رضا عيناها فوجدت نفسها مقيدة
بالاجهزة التي احاطتها من كل جانب
و اولادها يقفون حول سريرها في المشفى
الذي ترقد فيه يبكون و يلثمون يدها تقبيلاً
همست بصوتٍ ضعيف :
_ رضا ، اين حبيبي رضا ؟
اجابها هاشم :
_ لا تقلقي يا امي ذهب الى الصيدلة
لاحضار الدواء لك . ما هي الا لحظات
و عاد رضا حاملاً الدواء .
جلس عند سرير امه و امسك بيدها التي
ابتلت بدموعه فخاطبته مهدئة :
_ لاتخف يا صغيري لا بأس عليك انا بخير ،
صمتت قليلاً ثم اردفت :
_ رضا ، عدني ان تكون حذراً و ان
تعتني بنفسك جيداً ارجوك يا ولدي عدني
بأن لا تفجع قلبي برحيلك .
تعالى صوت بكائه و بكاء اخوته في الحجرة
فقد كانت كلمات والدتهم تقطر الماً و خوفاً ،
اجابها رضا باكياً :
_ اعدكِ يا امي اعدكِ .
كان رضا يعلم ان هذه الوعود لا قيمة لها
و لكنه اراد ان يطمئنها لا اكثر ، فاذا ما
امر الظالمين باعتقاله فلن تنفعه وعود الدنيا برمتها .
بعد مضي اسبوع على مكوثها في المشفى غادرت ام رضا الى منزلها أخيراً و قد تعافت من الوعكة التي المت بها ، و عاد رضا الى الجامعة فقد تغيب طيلة الاسبوع للاعتناء بها .
كانت لمياء في استقباله وعلامات الاسى باديةٌ على وجهها :
_ رضا هل كنت هارباً مني ؟
_ هارب ؟ ولم اهرب ، لقد تعرضت
والدتي لوعكة صحية واضطررت الى البقاء بجانبها .
_ اعتذر ، و كيف حالها الان ؟
_ الحمد لله بخير ، هل لا زلتِ راغبة بالتعلم ؟
اجابت بحماسة :
_ اجل اجل بالتأكيد و سأكون ممتنة لك مدى الدهر .
_ لا منة عليك ، هذا فضل الله ولطفه بك ،
اود ان اسألك عن امرٍ ما .
_ اسأل يا رضا انا مستعدة للاجابة عن اي سؤال .
أنت تقرأ
عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)
Short Storyرواية تحكي قصة ثورة... الثورة على الظلم والثورة على الذات بقلم ندى يعرب