الجزء 27

298 41 0
                                    

#عروج_27
كانت لا تزال متعبة بسبب
ما تكبدته من عناءٍ و قد بدا
الارهاق واضحاً على وجهها ،
قام والدها من كرسيه وجلس
بجانبها على الاريكة
و احتضنها بحنان :
ـ

اكاد لا اصدق انك ابنتي لمياء
المدللة ، كيف استطعتِ تحمل
كل هذا العناء وحيدةً يا حبيبتي ،
ما مررتِ به مغامرة كيف خضتِ غمارها وحدك ؟!! ـ

نظرت في عينيه و اجابت
بثقةٍ تامة : 
_ لم اكن وحيدة يا ابي ،
الله معي في كل ما مررتُ
به يعينني ويرشدني .
ذُهل والدها لجوابها وظل
يتأملها مطولاً لم يصدق
كم نضجت ابنته و كم
تغير اسلوبها في الحديث .
ـ

قطع صوت زوجته الساخط تأملاته : 
_ و الان ماذا ؟ هل ستستمرين
بهذا الوضع المزري ؟ انظري
الى نفسك شاحبة كالموتى
اين لمياء الانيقة الرقيقة المليئة بالحيوية ؟ اثارها كلام والدتها
الذي يطابق الى حدٍ كبير كلام
خالد : 
_ لا زلت لمياء المليئة بالحيوية
ولكن حيوية من نوعٍ اخر ،
لا ادري اذا كنتِ ستدركينه اذا
حدثتك عنه يا امي . 
رفعت والدتها رأسها بجزعٍ نحو السماء : 
_ يا الهي ماذا دهى هذه الفتاة ؟!
نظرت صوب ابنتها و اردفت : 
ـ

ماذا عن كل تلك الملابس الفاخرة
و العطور و مستحضرات التجميل الباريسية ماذا عن كل المجوهرات
و الحُلي اخبريني هل سيكون
مصيرها مكب النفايات ؟!
ماذا عن صديقاتي ماذا عساي
اقول لهن اذا شاهدوك بالمظهر الجديد ؟ ماذا عن جلساتنا
الاجتماعية و حفلاتنا وووو ؟ 
ـ

ابتسمت لمياء بوهن و عذرت
امها فهي ذاتها كانت تفكر بنفس الطريقة يوماً ما ، و فكرتْ ان من واجبها اداء حق النصيحة لامها
لذا نهضت من على الاريكة
و جلست عند قدميها و بدأت
تتحدث اليها بهدوء و روية :
_امي ، الدين ليس ابتعاداً
و هجراً للحياة لن ادفن نفسي
كما تتصورين ، الدين ابتعاد عن
الحرام لا غير ، لا يتوجب عليَّ
ان اتخلص من كل ثيابي الفاخرة وعطوري و كل ماذكرتِ ،
لا يا امي ، يتوجب عليَّ فقط ان ارتديها في المكان المناسب و استخدمها بالشكل المناسب . 
ـ

هل هذا يعني انك لن تتخلين عن مساعدتي في اقامة جلساتي
المعتادة مع صديقاتي و معارفي
من سيدات المجتمع ؟
لقد اعتمدت عليك دوماً في
التنسيق والتحضير لهذه الجلسات
يا لمياء .
ـ

ولم لا اساعدك يا امي ؟!
في بيتي سأفعل ما يحلو لي
و لكن خارج حدود هذا المنزل سيتحتم عليَّ الالتزام
بما فرضه عليَّ ربي ،
و لكن لن نقيم اي جلسة
خلال الايام القادمة يا امي ارجوك .
_ و لِمَ لا ؟ 
ـ

تساءلت والدتها باستغراب ، نهضت لمياء من جلستها و اطرقت برأسها الى الارض تأدباً و ترقرق الدمع في عينيها الذابلتين : 
_ يوجد سيدة مجتمع يتوجبُ عليَّ مواساتها في مصيبةٍ لا مثيل لها .
تسائلت والدتها بدهشة وهي تنظر الى ابنتها :
_ من تكون ؟!
هل اعرفها ؟



عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن