الجزء 42

264 40 2
                                    

#عروج_42
همس رضا في اذن هاشم
وهو يودعه : 
_ الله الله في صلاتكم
يا هاشم فانها عمود دينكم ،
ارجوك يا اخي لا تتهاون في
ادائها و انقل وصيتي هذه الى اخوتي ،
الله الله في امي
فأنها عمود بيتنا وضيائه ،
لم يستطع اكمال حديثه
فرجال الامن اشاروا اليه بالعودة .
بكى هاشم بحرقة و هو يرى
اخاه يُساق الى المجهول ، عاد رضا
الى الحجرة و نظرة النصر
لا تفارق ملامحه كان يريد
ان يبقى مرفوع الرأس شامخ
الهامة و هذا ما جعل خالد
يستشيط غضباً .
ظل هاشم واقفاً ينتظر
و بعد دقائق خرج رضا من
الغرفة برفقة رجال الامن ،
شعر بقلبه يكاد يتوقف عن
الخفقان و لكنه ظل جامداً
في مكانه لا يستطيع حراكاً
كالعاجز الى ان اختفى اخوه
عن ناظره . 
لم يعرف ما يقول لامه ماذا يفعل :
_ يا الهي ماذا افعل ارجوك ساعدني .
قبل خروجه من بوابة الجامعة
حاول هاشم قدر المستطاع ان
يستعيد انفاسه وان يبدو طبيعياً
قبل ان يعود الى والدته
و اخوته ، ما ان جلس خلف
مقود السيارة حتى تفرست امه
في وجهه وهتفت : 
_ اين رضا ؟
بذل اقصى جهده ليبدو صادقاً
في قوله :
_ امي لا تقلقي ، يتوجب على
الطلبة الالتحاق بمعسكر التدريب
من اجل الخدمة الالزامية . 
صرخت امه بوجهه :
_ معسكر تدريب اي معسكر هذا ؟!
بدون ملابس بدون طعام الى
اين اخذوا اخاك يا هاشم ؟
لا تكذب عليَّ قل الحقيقة .
شعر هاشم بأنه على وشك الانهيار : 
_ صدقيني يا امي يوفرون
لهم كل شيء في المعسكرات
لا تقلقي . اخذت تبكي و تنوح
على ولدها :
_ آه يا ولدي آه يا حبيبي ،
ماذا سيفعلون بك ؟ الى اين سيأخذونك ؟
لم يعلق هاشم بشيء سوى
حزن وغضب مكبوت خرج على
شكل زفرات حارة كحرارة النيران المستعرة . 
تعاظم الخوف و القلق في قلب
ام رضا و لم تستطع تصديق
هاشم كان جُلَّ همها ان تتأكد من
صحة اقواله ليطمئن قلبها
على حبيبها وثمرة فؤادها الغالي . 
بعد عودتهم الى المنزل كان
القلق قد اخذ منها كل مأخذ
و خصوصاً انها لاحظت تصرفات
هاشم الغريبة فقد صعد الى
سطح الدار وتبعه اخوته و كان القلق
يخيم عليهم ، تسللت خلفهم بهدوء ،
صعدت السلم و اخذت تُنصت
الى حديثهم كان هاشم يتحدث
بصوت منخفض فاصغت
لتتمكن من سماع مايقوله :
_ لقد ذهب رضا و لن يعود لن
نراه مجدداً .
سقط ارضاً و اخذ يضرب على
رأسه كانوا اخوته المذهولين
يصغون له و هم يبكون ،
اردف و هو يبكي :
_ ماذا سأقول لامي ،
ماذا افعل ؟ 
لم تصدق ام رضا اذنيها و خرجت
الى السطح و هي تصرخ : 
_ ماذا عساك تقول لي ،
كيف استطعت ان تسلم اخاك الى
الموت كيف استطعت تركه وحيداً
تتخاطفه ايادي الذئاب كيف كيف ؟؟؟
و اخذت تضربه على صدره
وتلطمه على وجهه الى ان اغمي عليها .

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن