الجزء 51

259 41 0
                                    

#عروج_51
شرحت لمياء الامر لإبيها
بصوت متحشرج وما ان اتمت
كلامها حتى اخذت تتوسله ان يساعد رضا :
_ ابي لولا مساعدته لي لما حدث
كل هذا له ، ساعده يا ابي ارجوك
انت لديك الكثير من المعارف هنا
و هناك اتصل باحدهم و لنعلم
ما حل به ارجوك يا ابي . 
ربت على رأسها بحنان و قد
اعتصر قلبه الماً لحالها و لم
يجد بداً من سؤالها : 
_ هل تحبينه الى هذه الدرجة يا لمياء .
ابتعدت قليلاً عنه و نظرت في
عينيه مباشرة و اجابته بصوت
ملؤه الجدية و الثقة :
_ ابي ، هل تظن اني احب رضا
ذلك الحب الدنيوي الذي ينتهي بالزواج ؟!
فأجابها مستهجناً و قد اربكته نظرتها الجادة :
_ و لكن هل يوجد حب غير هذا يالمياء ؟!
جلست على الكرسي فقد شعرت بالضعف :
_ اجل يا ابي يوجد ، لم احبه حباً دنيوياً 
لقد احببت تلك الروح التي
قادتني الى الله ، احببت
تلك الروح التي استطاعت
ان تكون بمثابة شعلة النور
التي انارت لي ظلام الجهل
الموحش ، روحاً كانت كاليد
امتدت لانتشالي من الغرق
لقد كنت غارقة في غفلتي
و بُعدي عن الله واذا به يمسك
بيدي و يوصلني الى شواطئ
النور حيث تلك المرآة الكبيرة
تقف بشموخ لتعكس لك حقيقة
وجودك و ما يجب ان تكون
عليه حقاً ، لم أكن ارى رضا الزميل
الشاب لالالا لقد كنت أراه
روحاً تعرج بي نحو الله .
لم يتمالك والدها نفسه
و ركع امامها و الدمع يترقرق
في عينيه أمسك بكلتا يديها :
_ سامحيني يا ابنتي لم اقصد
الاساءة لك ، كلامك رائع يا لمياء
و أحمد الله ان رزقني اياك لطالما
تمنيت ان احظى بالمزيد من
الذرية و ان يكونوا ذكوراً
و لكن الان و بعد استماعي
لحديثك لن اتمنى تلك الامنية
مجدداً فانت تغنيني عن عشرات
الاولاد يا حبيبتي . 
اردف بعد لحظة صمتٍ
و تفكير:
_ سأفعل ما بوسعي يا لمياء
لاحصل على اخبارٍ عنه ،
ثم اضاف بألم و بنبرة ملئها الحزن :
_ و لكن فليكن في علمك
ايتها الحبيبة من يذهب الى حيث
اخذوا رضا لا يعود ابداً .

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن