الجزء 39

271 39 0
                                    

#عروج_39
حلَّ الخوف و الرعب 
ضيفاً ثقيلاً على جميع
المنازل في الحي أنعدمت الثقة 
بين الناس و اصبح الجميع 
يخشى ابداء الرأي
او الاعتراض على ما يجري 
كان اغلب الشباب في المعتقلات
لا يُعلم احياءٌ هم ام اموات
لا يوجد تهم واضحة لا يوجد مقابلات مع ذويهم 
لا يوجد محاكمات عادلة 
اختفاء فقط لا شيء 
سوى الا عتقال والاختفاء في ظل هذه الاجواء المظلمة
تقرر موعد الامتحانات
وصارع رضا الواقع الأمني
المتأزم من اجل انهاء سنته الدراسية كان وضعه صعباً جداً 
و لاحظ اساتذته مدى تغيره
فقد نحل بدنه وغارت عيناه 
و هالة الهم تحيطه اينما ذهب حتى لمياء ما عادت تلجأ اليه 
كالسابق فقد ثابرت بنفسها 
من اجل النجاح بعد ان رأت 
انه في حالٍ لا يحسد عليها . 
خفف من وطأة القلق 
والهم حصول هاشم على 
عقد عمل في احدى البلدان
المجاورة و اصبحت المعيشة
ميسورة وتنفست العائلة 
الصعداء اعتاد ان يعود للمنزل 
في اجازة قصيرة لا تتجاوز
اليومين محملاً بما لذ وطاب
لاخوته الصغار كان يريد
ان ينسيهم احساس اليتم 
الذي لازمهم منذ رحيل 
والدهم فاغدق عليهم 
الهدايا وانواع الحلوى
وعادت الفرحة ترتسم
على وجههم البريئة 
ولم يعد رضا مضطراً للعمل
اثناء العطلة بعد ان تحسنت 
اوضاعهم المادية ، فاستغل
العطلة في مطالعة الكتب
وبدء بالكتاب الذي اهدته
له ام طاهر ، كان يقضي 
الساعات الطوال في حجرته 
يقرأ و يغرق في بحور العلم 
و لا يشعر بمضي الوقت 
نادته امه في احد المرات : 
_ رضا انزل بسرعة .
اجاب وهو ينزل السلم : 
_ ماذا هنالك يا امي ؟ 
_ صديقك عند الباب يريد رؤيتك .
كان احمد صديقه في الكلية 
يريد ان يذهب معه
الى الجامعة لاستلام النتائج غداً :
_ اتصل بي صديقي واخبرني
انهم اعلنوا ان الموعد غدا
مارأيك يا رضا ان نذهب سويةً ؟ 
_ لا بأس سأكون جاهزاً في
تمام التاسعة صباحاً .
_ حسناً اذاً .
صباح اليوم التالي و بعد 
تناول الافطار صعد رضا الى 
حجرته ، ما ان اكمل ارتداء 
ملابسه حتى سمع قرع 
الجرس فنزل مسرعاً ليفتح
لاحمد الباب و اذا بسيارة 
جديدة تقف امام منزلهم 
و لكن لا وجود لاحمد .

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن