الجزء 41

265 43 4
                                    

#عروج_41
منع التزاحم امام اللوحة
المعلن عليها اسماء الطلبة
الناجحين رضا من رؤية القوائم ،
انتظر قليلاً الى ان ابتعد بعض
الطلبة ، بحث عن اسمه فوجد
انه تم تضليله باللون الاحمر
و كتب بجانبه( مراجعة اتحاد الطلبة ) 
توجه نحو هاشم مقطب
الجبين و اخبره بأنه سيذهب
لمراجعة الاتحاد ليعرف
ما يريدون منه ، خفق قلب
هاشم و اخذ القلق يغزو
ملامحه امسك بذراع رضا :
_ ماذا فعلت لِمَ يتوجب عليك
الذهاب اليهم ؟ أ ليست الاسماء
معلنة على اللوحة ؟ 
_ لم افعل شيئاً يا هاشم
و لا ادري ماذا يريدون مني .
_ حسناً فلنذهب و نرى .
كان هاشم يرتجف قلقاً على
اخيه وقد عرق جبينه من الخوف
لا يدري ما عساه يفعل اراد
ان يأخذ رضا ويعود ادراجه
الى المنزل و لكن ما جدوى
هذا الفعل و رجال الامن في
كل مكان . دخلا الى غرفة
الاتحاد كان خالد يراقبه 
و نظرة الانتصار تعلو وجهه بادرهم هاشم بالقول :
_ ما الذي يحصل هنا لم استدعيتم اخي ؟ 
اجابه الرجل الجالس على الكرسي بجانب المكتب : 
_ سيرافقنا للاستجواب . 
صرخ هاشم و قد تعالت نبضات
قلبه حتى صمت اذنيه :
_ ماذا ، يرافقكم الى اين ؟
اجاب ببرود : 
_ لدينا مذكرة اعتقال بحق
اخيك ، يمكنك الذهاب الان
و هو سيبقى معنا . 
نظر هاشم الى رضا الذي 
كان يقف كالجبل الشامخ لم
يرمش له طرف ، امسك بذراعه
وترقرق الدمع في عينه
و علم انه لن يراه مجدداً 
لقد حانت ساعة الفراق ،
طلب منهم ان يمنحوه دقيقة
برفقة اخيه فسمحوا لهما بذلك ،
خرجا من الغرفة 
و عندها احتضنه بقوة حتى
كاد يسحق اضلاعه و همس في اذنه :
_ لِمَ يا رضا لِمَ ؟ لا نقوى على
فراقك ايها الحبيب لطالما قسوتُ
عليك خشية مني على ضياعك منا ،
وها انا اليوم سأسلمك بيدي
هاتين لهؤلاء الظلمة ماذا
سأقول لامي الان ماذا افعل يااخي ؟ 
اخذ يبكي كطفلٍ صغير لا يعلم
ماذا يتوجب عليه ان يفعل ،
و لاول مرة شعر رضا بمدى
ضعف هاشم و ظهر له وجه
اخيه الحقيقي الذي لطالما اخفاه
خلف قسوةٍ مفتعلة اجبرته
عليها ظروف الحياة الصعبة والقاسية ،
شعر بأن شيئاً في قلبه يتمزق
و لكنه بذل اقصى جهده ليقاوم
حزنه و دموعه اراد ان يظل
صلباً و لا يُشمت به اعدائه ،
هدئ من روع اخيه و همس
له بحنان بالغ : 
_ لا تخف يا هاشم انها ارادة الله ومشيئته ،
سأدعوه من اعماق
قلبي ان يمن على امي وعليكم
بالصبر و لاتنسَ قوله تعالى :
( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله 
لنا هو مولانا و على فليتوكل المؤمنون ) ،
امسح دموعك
يا هاشم و ارفع رأسك عالياً
فأنا لم افعل ما يسيء لعائلتي
انا أُعتقل اليوم لا لاني متهم
بجريمة ما ، انهم يعتقلون كل
من قرر العروج الى الله .

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن