الجزء 50

264 39 0
                                    

#عروج_50
وضعت لمياء رأسها على مقود
السيارة وانهارت بالبكاء والنحيب ،
اخذت تضرب المقود بكلتا يديها و تصرخ :
_ انتِ السبب .. كله بسببك ،
ايتها الحمقاء سلّمتِ رضا لقمة
سائغة لخالد اللعين .
لم تعلم لمياء بما حدث لرضا الا بعد
مرور اسبوع على اعتقاله ، فهي
لم تذهب للجامعة لاستلام نتيجتها
الا اليوم و حينما شاهدها خالد بالقرب
من لوحة اعلان النتائج اقترب منها
و اخبرها بالامر . نزل الخبر كالصاعقة
على رأسها و شعرت بالانهيار و هي
تستمع الى صوته الكريه يبثها نبأ اعتقال رضا : 
_ لقد ذهب المعقد الى الجحيم
و لن تريه بعد اليوم ، لقد اعتقلوه
و هو الان يتعفن في تلك الزنزانة المعتمة العفنة . 
لم تستطع سماع المزيد فتركته
و مشت بسرعة نحو مرأب السيارات ،
صعدت الى سيارتها و اخذت تصرخ و تبكي .
ظلت ساعة تنوح وتندب حتى شعرت
بالانهاك و التعب و لم تعد تقوى على البكاء .
رفعت رأسها من المقود و اخذت تحدق
كالمذهولة لا تعلم بماذا او كيف تفكر :
_ يتوجب عليَّ مساعدته ، لابد لي ان
اساعده لن اتركه وحيداً . 
فجاءة خطر في بالها امراً فسارعت
الى تشغيل المحرك و اخرجت السيارة
من المرأب وراحت تسابق الريح
و تنهب الطريق نهباً حتى وصلت امام
مبنى ضخم في احد الشوارع الراقية
حيث يعمل والدها ، ركنت السيارة
و نزلت بسرعة ، دخلت المبنى و اتجهت
الى مكتب والدها ، استقبلتها السكرتيرة
بابتسامة استغراب فهي قلما
كانت تحضر الى هنا ، لم تكن لمياء في
مزاج يسمح لها بتبادل المجاملات
مع احد لذا بعد ان القت التحية سارعت
الى فتح الباب و دخلت الى والدها الذي
كان مستغرقاً في حديث هاتفي مع احد العملاء .
بدت ملامح الدهشة على وجهه عندما
رأى ابنته تدخل عليه فاشار اليها
لتجلس ريثما يكمل المكالمة ،
كانت اطول عشر دقائق مرت عليها 
و هي تنظر الى والدها الذي كان
يطالعها بدوره و قد اربكته الدموع
التي تملئ وجهها ، بعد ان اغلق الهاتف
سارع الى النهوض من كرسيه و اتجه
نحوها وقفت بدورها و ارتمت في احضانه باكية :
_ ابي لقد اشتركت في انهاء حياة
انسان انا مجرمة انا مجرمة يا ابي .
زادت حيرة الوالد و اضطرب لسماعه
كلام ابنته :
_ حبيبتي ماذا حصل ما الذي جعلك
تنهارين هكذا ، اهدئي قليلاً
و اخبريني بما حدث .
_ انه رضا يا ابي رضا زميلي الذي
حدثتك عنه ، لقد اعتقلوه و انا السبب
يا ابي انا السبب .
_ لا زلت لم افهم ما علاقتك بالموضوع يا حبيبتي ؟

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن