الجزء 28

307 46 0
                                    

#عروج_28
لم تكد لمياء تفتح فمها لتجيب
امها واذا بصوت والدها يقول
بلوعةٍ وحنين :
_ انها السيدة زينب( عليها السلام) ، كانت امي ترتدي السواد
خلال شهري محرم و صفر
مواساةً لهذه السيدة الجليلة
سليلة الانبياء و الاوصياء . 
ـ

قال كلماته هذه وانحدرت
دمعةً على صفحة خده ،
عندما تذكر تلك الايام التي
طبعت اثارها في ذاكرته و اتخذت
لها مكاناً خاصاً في قلبه ،
لم تصدق لمياء اذنيها و هي
تصغي لكلمات والدها انها المرة
الاولى التي يتحدث فيها عن جدتها . 
ـ

ساد الصمت و ظل كل واحد منهم غارقاً في تأملاته ، قطع حبل
الصمت صوت لمياء مخاطبة ً اباها : 
_ ابي ، لا يزال الوقت مبكراً
فلنذهب الى بيت عمتي رجاء . 
_ هل تودين الذهاب فعلاً ؟! _
اجل ياابي اود ذلك كثيراً اريد
ان تراني عمتي بالحجاب . 
التفت الى زوجته : 
_ هل تودين الذهاب معنا ؟ 
اجابت ببرود : 
_ لا سأخلد الى النوم فأنا متعبة جداً . 
_ حسناً اذاً ، هيا يا لمياء ارتدي
ثيابك بسرعة سأنتظرك في
السيارة يا عزيزتي . 
ـ

اسرعت الى غرفتها و ارتدت
حجابها على احسن ما يكون
نظرت في المرأة كانت تشع نوراً
و قد اختفى الشحوب
و تورد خداها بحمرة الاثارة
والترقب لردة فعل عمتها و تقى . 
اوقف والدها السيارة امام
منزل اخته و اخذ يتأمل المكان : 
_ لطالما كانت علاقتي وطيدة مع رجاء ،
كنت لا اخفي عنها اي شيء فهي تكبرني
سناً و هي اختي
الوحيدة كانت رفيقتي .
كان كمن يحدث نفسه ،اصغت
لحديث والدها المتألم ، ثم سألته بهدوء : 
_ و مالذي تغير يا ابي لم ابتعدت عنها ؟
_ بعد زواجها و انتقالها لبيت
زوجها سافرت انا من اجل اكمال دراستي ،
و هناك التقيت بوالدتك كنت لا ازال
فتياً و لم اجد من ينصحني
او يرشدني لذا سارعت بالارتباط
بها و تكوين اسرة و بعد عودتنا
من السفر اقمنا مع جدتك و جدك
و لكن امك لم يعجبها نمط حياتنا
و طلبت ان نقتني منزلاً خاصاً بنا . 
صمتَ وتنهد تنهيدة جعلت قلبها
يخفق بشدة ، علمت ان والدها
كان يعاني لذا لم تطرح عليه
المزيد من الاسئلة و ترجلت من السيارة بسرعة : 
_ هيا يا ابي ، اكاد اتجمد من شدة البرد ،
هيا بسرعة . استقبلتهم العمة بحفاوة
بالغة و كانت فرحتها عارمة
لرؤية اخيها و لمياء " المحجبة ".
بعد تبادل التحايا مع اخيها احتضنتها
العمة بحبٍ و حنان : 
_ حبيبتي ما اروعك و انت ترتدين
ثوب البهاء ، الحجاب زادك نوراً و جمالاً . 
هنئتها تقى كذلك و كان الدمع يترقرق
في عينها من شدة تأثرها بمظهر 
ابنة خالها النوراني : 
_ لمياء ما ابهاك ايتها العزيزة . 
طلبت العمة من الجميع الجلوس
ريثما تعد بعض القهوة :
_ لن اتأخر سأعود حالاً .

قالت العمة كلماتها وسارعت الى المطبخ والدموع تملئ عيناها لقدوم اخيها و ابنته.
جلس الجميع بالقرب من المدفئة و طلبت لمياء من عمتها ان تحكي لهم عن تاريخ العائلة و عن جدها وجدتها ، كانت تريد ان تعرف اكثر عن حياة والدها لذا بدأت العمة يشاركها اخوها بقص الحكايا ، منها ما افرحهم وجعلهم يضحكون ومنها ما جعلهم يبكون وهكذا مضى الوقت بسرعة ، الى ان خاطب والد لمياء اخته : 
_ اشكرك يا رجاء على استقبالنا ايتها الحبيبة .
_ افرحني قدومكم يا اخي و اتمنى ان تعيدوا الكرة قريباً. استأذنت العمة منهم و دخلت حجرتها و سرعان ما عادت حاملةً علبة صغيرة مخملية سوداء اللون ، وقفت امام لمياء و فتحت العلبة و اذا بخاتم ذهبي صغير يتوسطها ، كان بسيطاً في تصميمه ولكن ما جذب نظر لمياء الحجر في الخاتم كان ازرق اللون يميل الى الخضرة اعجبها كثيراً :
_ عزيزتي .. هذا خاتم من حجر الفيروز الرضوي ، جدتك وَرَثَته من والدتها هو لك الان ايتها الحبيبة ارتديه في يدك اليمنى فالتختم في اليمين من علامات المؤمن . 
بكت لعطف عمتها عليها و اجابت بصوت متحشرج : 
_ اشكرك ايتها العمة الحنون .



عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن