الجزء 44

250 39 3
                                    

#عروج_44
في الصباح الباكر احضروا
طبيباً ليعاين عين رضا التي
لم يستطع فتحها بعد ان
تجمدت عليها الدماء ، تحدث
الطبيب الى المحقق و اخبره
بضرورة معالجتها، فاجابه
المحقق بخشونة : 
_ اسرع اذاً ، ليس لدينا الكثير
من الوقت سيرحل من هنا
بعد قليل .
سارع الطبيب بعُدته البسيطة
الى تعقيم الجرح وتضميده .
تم ترحيل رضا الى مكان اخر
لا يعلم عنه شيئاً ، و كان خلال
نقله بالسيارة يأن من الالام
التي لحقت به بعد ليلةٍ قضاها
مفترشاً الارض يبكي على
صلاة الليل التي اقامها بقلبه
و روحه و لكنه رغم ذلك
بدا لهم قوي العزم صُلب
الارادة فازداد حنقهم عليه .
لا يدري كيف وصل الى
حجرة التحقيق المعتمة
في المبنى الكبير الذي تعالت
فيه الاصوات فعيناه كانت
معصبتين بعصابةٍ سوداء
والقيود في يده .
احزنه ان يُعامل كمجرم
فهو ليس كَذَلِك ، انه مجرد
انسان اختار ان يسلك طريق الله .
اجلسوه على كرسي و جاءه
الصوت الهادئ مفعماً بالتهديد
و الوعيد : 
_ اهلاً اهلاً ، و اخيراً شرفنا
رضا بحضوره ، كيف حالك يا رضا ؟ ارجو الا يكون الاخوة قد اساؤا اليك ؟
و اخذ يقهقه بصوت خشنٍ
و عالٍ و اخرون يشاركونه
الضحك بسخرية ،
اردف صاحب الصوت باستهزاء
و استخفاف :
_ لقد قضت امك المسكينة
ليلتها بالصراخ و البكاء
و بات اخوتك بدون عشاء
كل هذا بسببك ايها الملعون الصغير .
تأكدت لدى رضا اقوال هاشم عن اجهزة التنصت التي زرعوها
في جميع الاحياء و شعر
بقلبه يتمزق الماً و كأن الكلمات
سهاماً اخترقت صدره ،
و لكنه كان مصراً على ان
لا يحني لهم رأساً :
_ امي لها خالقها سيحفظها
و يخفف عنها ، و انا لست خائناً . 
تناهى الى سمعه صوتٍ اخر
تحدث بصوت منخفض : 
_ هل رأيت يا سيدي ألم اخبرك
بأن هذا الخائن وقحٌ متعجرف .
عرف رضا صاحب الصوت
على الفور ، انه هو انه صوت خالد .
رد رضا و رسم على فمه ابتسامة ساخرة :
_ من فينا الخائن يا خالد
انا ام انت ؟! لم يكمل رضا كلامه فقد
جاءته لكمة على فمه كسرت
ضرسه وسال الدم من فمه
و شعر بيد تمسك بفكه وتعصره و صوت خالد الذي يقطر سماً
يخاطبه بحقد : 
_ اياك ان تنعتني بهذا اللفظ ايها العميل .
بصق رضا بوجهه فامتلاء
بالدم و عندها فقد خالد
صوابه و انهال بالضرب عليه
الى ان صرخ به صاحب
الصوت الاخر وامره بالهدوء
و الابتعاد عن السجين .
احس رضا بأن احدهم
اقترب منه و فجاءة ازيلت
العصابة عن عينه فشاهد
وجهاً شيطانياً كأن ملامحه
خُطت بدماء الابرياء
فزادته غلظة ، خاطب
رضا بصوته الاجرامي الهادئ : 
_ سنرى هل ستظل صامداً
هكذا بعد ان تذوق عذابات السجن !!
ثم صرخ برجلٍ يقف بالقرب من الباب :
_ خذه من هنا .
خرج رضا و هو يردد قوله تعالى :
السجن احبُّ الي

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن