الجزء 37

283 42 0
                                    

#عروج_37 
كان الحي الذي يقطنه
رضا على موعدٍ مع مشهدٍ
اجرامي لم يألفه 
سكان الحي الآمنين .
كانت ظهيرة الجمعة 
حيث اجتمعت عائلته 
حول مائدة الطعام 
و كانوا يتبادلون الاحاديث 
حينما علت اصوات الصراخ 
و الشتائم في الشارع 
ارتسمت ملامح الرعب 
على وجه ام رضا
و اخواته بسبب صراخ النسوة ا
ما هاشم فكانت نظرات التحذير 
المهددة كافية لتردع اخوته من الخروج لمعرفة ما يجري خاطبهم بصرامة :
_ اياكم و الخروج ، سأرى ما يحدث 
و اعود في الحال . 
ما ان خرج هاشم من الغرفة 
حتى قفز رضا من مكانه 
قاصداً سطح الدار 
فصرخت به والدته :
_ الى اين ؟ 
_ سأنظر من السطح لا تخافي
يا امي لن اتأخر لحظات فقط .
انهى جملته و اسرع نحو السلم .
كان المشهد يثير الالم 
و الخوف ، فوالدة جارهم 
وسام تصرخ و تتوسل 
برجال الامن ان يطلقوا 
سراح وسام الذي سحبوه
من البيت سحباً و امه
ممسكة بقميصه دفعها
احدهم فسقطت على
الاسفلت و اخذت تلطم 
وجهها اما اخته وئام فكانت 
مطروحةً ارضاً و قد اغمي
عليها ، و ماهي الا لحظات
ووصل اخو وسام 
عائداً من عمله فأخذ 
يشتم رجال الامن وصرخ
بوجههم ليطلقوا اخاه فأذا بخطيب اختهم وئام ينزل من سيارة مركونة بالقرب من المنزل ومعه اثنان من الرجال وسحبوا اخو وسام ففغر رضا فمه للمشهد : 
_ ولكن يا الهي مالذي يجري أليس هذا خطيب اختهم وئام ما باله يسحب اخو خطيبته بهذا الشكل ؟!! خاطب رضا نفسه بدهشة
واستغراب 
و قد ثارت نفسه ضد هذا الظلم 
لم تحتمل الام المسكينة
منظر اعتقال ولديها وابنتها 
المغمى عليها فأخذت
تستنجد بالجيران : 
_ أ لا يوجد فيكم رجل يوقف 
هؤلاء الظلمة اين انتم يا رجال الحي ، كانت تصرخ وكلماتها 
تطرق في رأس رضا فزلزلت كيانه
واخذت حرارة الثورة 
تشتعل في صدره 
سرعان ما اختفى رجال الامن
و ساعدت النسوة 
ام وسام وابنتها 
و ادخلوهما الى المنزل وسط
بكاء و نحيب الجيران
الواقفين خلف ابواب
بيوتهم يشاهدون برعب ما يحدث 
اما اخوه هاشم فكان يتحدث الى الحاج رسول .
نزل رضا الى الصالة وعيناه تتطاير شرراً ، فسارعوا جميعاً لسؤاله : 
_ ماذا يجري يا رضا ؟
_ انهم بيت ام وسام اعتقلوا وسام واخاه واخته وئام مغماً عليها في الشارع و امه تطلب النجدة من اهل الحي و لا من مجيب ، صمت قليلاً ثم خاطب اخوته :
_ هل نحن محسوبون على الرجال و نحن نخشى مواجهة اشباه الرجال . 
دخل هاشم الى الصالة و قد سمع صوت رضا الغاضب .

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن