الجزء 54

265 46 0
                                    

#عروج_54
لاحظت لمياء ان ام رضا
قد هدأت و استساغت
حديثها لذا اكملت بهدوء
و كلمات رضا تتزاحم في رأسها :
_ خالة ، لقد اوجد الله هذه الدنيا
ليمتحن مدى توكلنا عليه واستعانتنا
به و التسليم بمشيئته لذا جعل الابتلاءات ،
و فقدك لرضا ما هو الا اختبار لك ليرى
ما انت فاعلة ، لقد سمعت ان البعض
فقدوا جميع اولادهم و عوائلهم ،
و لكن لا يكلف الله نفساً الا وسعها
و قد ابقى الله لك اولادك الباقين رحمة
منه بقلبك العطوف فاحمدي الله على
هذه الرحمة ، و لا تجعلي للشيطان اليك
سبيلاً يجعلك تعترضين على حكم الله
من حيث لا تشعرين ، استعيني بالقران
و الدعاء و التوسل لاجتياز هذه المحنة
المؤلمة القاسية لعل الله يحدث بعدها
امراً و اذكري مصاب اهل البيت فمصابهم
فاق جميع المصائب قسوةً و عنفاً و ظلماً .
صمتت لمياء قليلاً فخاطبتها ام رضا
بحنانٍ بالغ : 
_ ابنتي لقد بعثك الله لي اليوم لانه
يعلم بحالي و اني لَأعتقدُ بأنه استجاب
دعاء ولدي رضا فأنا على يقين بأنه
لا ينفك يدعو لي و لاخوته بالحفظ
والصبر على ما يحدث معنا . 
همست لمياء لام رضا بحزن :
_ الحمد لله على قضائه و قدره ،
صمتت قليلاً ثم اردفت :
_ خالة لقد جئت اليوم لاودعك
فقد قرر ابي الهجرة خارج هذه البلاد
الظالم حكامها .
استغربت ام رضا الامر :
_ و لكن يا ابنتي انه بلدكم لم يتوجب
عليكم تركه و الى اين سترحلون ؟
ردت لمياء بأسى : 
_ نحن لا نرحل بارادتنا ياخالتي
و انما أُجبرَ ابي على الرحيل ،
فبعد ان علموا بأنه يقوم باتصالات خاصة
لمعرفة اخبار رضا وجهوا اليه رسالة تحذير
و خيروه بين الاعتقال او الرحيل عن البلد
و التنازل عن كل مايملك من ثروة للنظام .
نظرت لمياء الى ساعة يدها ولم تصدق
كم مضى من الوقت برفقة هذه المرأة
الجليلة دون ان تشعر به :
_ حان وقت مغادرتي .
وقفت لمياء و احتضنت ام رضا
وهمست لها بصدقٍ تام : 
_ايتها الخالة الحبيبة اعلمي انك انجبتِ
ولداً ترك بصمته في قلبي مادمت على
قيد الحياة .
ودعتها ام رضا بالم و حسرة فقد
ظنت انها وجدت ابنها من جديد
و لكن على مايبدو قد كتب عليها
مفارقة رضا ومن له صلة به الى الابد

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن