الجزء 32

266 42 1
                                    

#عروج_32
انقضت ايام الشتاء الباردة
معلنةً عن حلول الربيع
بكل خضرته و نضارته
و كأنه فصلٌ جعله الله لتتجدد
فيه كل الكائنات ، الا ان
فرحة الربيع لم تستطع
ان تُخرج رضا من قوقعة
الحزن و الوحشة ، لم تكن
روحه معه احس انها لم تعد
قادرةً على الاستمرار في عالم
الدنيا ، كانت تشده الى حيث
لا يعلم ، استغلت لمياء
فرصة غياب خالد عن القسم
حيث سافر برفقة والديه
في رحلة استجمام و طلبت
من رضا ان يشرح لها ما
فاتها من محاضرات ،
بذل جهده ليساعدها
و لكنها لاحظت انه ليس على
مايرام و ذات يوم سألته : 
_ اشعر انك لست على مايرام
ما بك يا رضا ؟ هل استطيع
مساعدتك في شيء ارجوك ؟
اطرق برأسه الى الارض
و ظل صامتاً لا يستطيع
الرد عليها ، كانت تتأمله
و هو محني الرأس حزنه
البادي على وجهه و الساكن
في عينيه جعله يبدو اكبر
سناً و كأنه يحمل هموم
الدنيا على عاتقه خاطبته بتوسل : 
_ ارجوك يا رضا ، اخبرني
ما بك لم اعد لمياء السطحية
التافهة سأفهم كلامك صدقني . 
خرجت كلماته متقطعة كأنفاسه : 
_ انا لا ادري ، اشعرُ ..
كان يجد صعوبة في التعبير
عن نفسه لاحدٍ غير طاهر ،
حثته على اتمام حديثه :
_ بماذا تشعر يا رضا .
_ اشعر بأن روحي ليست معي .
اغرورقت عيناها بالدموع
فقد قال عبارته الاخيرة بصوتٍ
ينضح الماً و حزناً .
تمالكت نفسها : 
_ اين هي اذاً ؟ 
_ هنالك حيث الغياب ،
حيث طاهر الملائكي و رفاقي
المغيبين الذين لا أدري احياءٌ
هم ام اموات ، افتقدهم كثيراً
و اشعر ان روحي معهم ،
لم يستطع اتمام كلامه فقد
خنقته عبرته و هبَّ واقفاً
واستأذن منها وغادر المكان
تاركاً اياها تتألم بصمتٍ على
زميلٍ لم و لن تجد له مثيلاً بعد الان 

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن