#عروج_29
لا يدري رضا كيف قادته
رجلاه الى بيت طاهر بعد
نزوله من الباص عائداً من الجامعة ،
لم يشعر الا و هو واقفٌ على
اعتاب منزله ، اشتاقَ لتلك
الجلسات الاسبوعية التي كان
طاهر يقيمها في بيته ،
قرع جرس الباب ففتحها
اخو طاهر الصغير ،
رحب برضا و ادخله
غرفة الاستقبال ، لم يتمالك
رضا نفسه عند رؤيته
المكان فهي ذات الغرفة
التي كانت تشهد بوحه لطاهر
بكل ما يحدث معه ، بكى
بحرقة و احس بالوحشة
و الغربة لم يعد للعيش
طعماً بعد رحيل رفاقه ،
لم يشعر بأم طاهر حال دخولها ، ـجلست على الاريكة و اخذت
تراقبه بشغف فهي تشعر بأنه
قطعة من ولدها طاهر :
_ ايها الرفيق الوفي ،
رضا عزيزي لا تبكِ .
قام من كرسيه بسرعة
و حياها معتذراً :
_ اعتذر ، لم اشعر بدخولك يا امي .
اجابته باكية :
_ امي ، آه يا رضا وكأني بطاهر
يناديني ، اشتقت لصوته و وجوده .
همس بحزنٍ مكبوت كاد يخنقه :
_ وانا ايضاً اشتقت له جداً .
لم يطُلْ البقاء كثيراً فما ان
اطمأن على ام طاهر استأذن
في المغادرة فقد شعر بأن روحه
تكاد تغادر جسده لتلتحق بطاهر ورفاقه :
ـاستأذنك يا امي بودي البقاء
اكثر و لكن الامتحانات على الابواب
و لابد لي من التحضير لها جيداً .
بعد خروجه من منزل طاهر تنفس
بعمق و رفع نظراً باكياً حزيناً نحو السماء :
_ يا ترى اين طاهر الان ،
هل هو حي ام ميت ؟ الهي ارجوك
الحقني برفيقي عاجلاً .
لم يدري بأن دعائه سيكون
موضع اجابة قريباً و بأن
هنالك من يحيك له في
ظلام الليل الدامس مؤامرة
خسيسة كأصحابها.
أنت تقرأ
عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)
Short Storyرواية تحكي قصة ثورة... الثورة على الظلم والثورة على الذات بقلم ندى يعرب