الجزء 19

331 40 0
                                    

#عروج_19
لا حظ رضا بدوره التغيير في
مظهر لمياء و علم انها بدأت
مسيرها نحو الله لهذا و رغم
انشغاله بكتابة المنشورات
الثورية و توزيعها في ارجاء
حيهم و الاحياء المجاورة 
قبل حلول فجر كل يوم ،
الا انه اراد ان يكمل مهمته
معها على اتم وجه و في
اسرع وقت قبل ان يتم اعتقاله ،
فقد كان يغفو و هو متأهب
لمداهمة منزله في اي وقت ،
لهذا بدأ يكتب لها كثيراً عن
الحجاب و عن تضحية السيدة
فاطمة الزهراء في سبيل
حجابها و سترها و عن عفة
السيدة زينب و كيف انها كانت
لا تخرج الا ليلاً ، كان يعلم
بأنها لن تستطيع ان تصل الى
هذا المستوى و لكنه سعى
الى تحفيزها و تشجيعها
من خلال هذه الكتابات التي
على ما يبدو كان لها الفضل
الكبير في التأثير على قرار
لمياء و اكتمال عناصر ثورتها
على ذاتها والذي ترجمته على
ارض الواقع بمفاجأةٍ قلبت
قسم الهندسة رأساً على عقب . 
نزلت لمياء الدرج بسرعة 
فارتطمت بوالدتها التي
استغربت من هيئتها و استعجالها ،
كان وجهها يخلو تماماً من
مساحيق التجميل و لاول مرة
منذ فترة طويلة لاحظت جمال
عيني ابنتها الخضراوين وصفائها،
كانت تشع براءةً و كأنها عادت طفلة صغيرة :
_ الى اين يا لمياء ؟ اليوم عطلة
ما الذي ايقظك مبكراً ؟!! _ سأذهب للسوق مع تقى . 
_ تقى ؟!! لمياء ما الذي يحصل لك ؟
من حقي ان اعرف ما يجري ،
مظهرك ملبسك و الان تقى ؟!! _ لا تقلقي يا امي انا بخير ،
ولكن افكاري و توجهاتي
تغيرت نوعاً ما و لم تعد مساحيق التجميل و العطور تستهويني
فانا اجمل هكذا أليس كذلك ؟
قالت مازحة و هي تبتسم .
لم تُرد ان تطيل الحديث مع امها
فجُلَّ همها الان ان تذهب الى السوق .
_ وداعاً يا امي ، لا تنتظروني على الغداء سأتناوله برفقة تقى في المطعم . 
قبلت امها المذهولة على وجنتها
و توجهت نحو المرأب ،
ركبت سيارتها و انطلقت
مسرعةً بأتجاه الحي المجاور لحيهم . 
#يتبع⬅️


عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن