الجزء 52

270 44 0
                                    

#عروج_52
مضت اشهر على اعتقال
رضا كانت والدته خلالها
تعيش على الهامش ، لم تعد
الحياة تعني لها شيئاً اهملت
بيتها و صغارها و لم يعد
اي شيء يُدخل السرور الى
قلبها مهما كان مفرحاً ،
احست ان جذوة العمر قد
انطفئت برحيل رضا ،
كان اولادها يراقبونها تذبل
يوماً بعد يوم و لكنهم
يقفون عاجزين امام ما يحصل
فقد ابت المساعدة من ايٍّ كان
و كأنها تعاقبهم جميعاً لما
حدث لرضا ، الى ان اشرقت
شمس احد الايام معلنةً
عن حضورٍ مفاجئ لضيفٍ مجهول .
اعتادت ان تجلس في
الحديقة الصغيرة و تتأمل
صورة ولدها المغيب عنها ،
قطع عليها تأملها صوت
قرع الباب فسارعت الى
الدخول لغرفة المعيشة
و طلبت من هادي ان يفتح
باب الدار :
_ هادي اذهب لترى من
بالباب لعلها احدى الجارات .
_ حاضر يا امي .
عاد هادي بعد لحظات
و علامات الاستفهام تتراقص
فوق رأسه الصغير :
_ امي هنالك فتاة في الباب
تطلب ان تراك ؟
اجابته امه دون اكتراث و قد
ركزت نظراتها على صورة
رضا تتأمله بشوقٍ و حنين :
_ من تكون ؟
اجابها بنبرةٍ مضطربة
و كأنه يخشى النطق :
_ تقول انها زميلة رضا في
الجامعة .
سقطت الصورة من يد ام
رضا و تسارعت نبضاتها
و خانها صوتها فخرج
ضعيفاً بالكاد يُسمع ،
فاومأت لهادي ليسمح
لها بالدخول ، كانت تحدق
بباب الغرفة الذي اطلت منه
فتاة في العشرين من العمر
احاطت بها هالة الحياء
و الحشمة اما وجهها الجميل
الذي اكتسى بحمرة الخجل
فقد زادها نوراً ، خاطبت ام رضا محييةً اياها :
_ السلام عليكم يا خالة ادعى
لمياء و انا زميلة رضا في
الجامعة ، قالت كلماتها الاخيرة
و قد طغت على صوتها
نبرة الحزن و الالم .
لم تستطع ام رضا تمالك
نفسها اكثر اقتربت منها ،
عانقتها و استغرقتا في بكاء
صامت ، حلقتا دقائق في سماء
رضا المفقود و كأنهما تواسيان
بعضهما لفقده .
اغلق هادي باب الغرفة
فاعادهما صوت اغلاقه الى حيث تقفان فابتعدتا عن بعضهما ،
قادتها ام رضا نحو الاريكة
المتواضعة و دعتها الى الجلوس ،
و بعد لحظات تأمل بادرت
لمياء بالحديث و هي تحتوي
وجه ام رضا بنظراتها ،
وجهها الذي خط الحزن عليه
خطوطه الواضحة العريضة فبدت الهيبة عليه :
_ لقد تطلب مني امر العثور على
عنوان منزلكم وقتاً طويلاً ،
صمتت قليلاً فقد خنقتها العبرة
ثم اردفت هامسة :
_ رضا يشبهك كثيراً يا خالة
و كأني اخاطبه .
اجابتها ام رضا بانكسار: 
_ نعم انه يشبهني ، هل لك ان تخبريني
كيف تعرفتِ على ولدي ؟
_ انها قصة طويلة سأختصرها
لك بكلمات قليلة ياخالة .

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن