الجزء العاشر

406 41 1
                                    

#عروج_١٠

بعد تلك المحادثة القصيرة
مع رضا صممت لمياء على
مجالسته و معرفة المزيد
عما تجهله من امور كثيرة ،
فقد سائها كثيراً ان لا تعلم
حتى معنى مصطلح بسيط
يطلق على المرأة الغريبة
و احست بتفاهة نمط حياتها
الروتيني ، فجُلَّ همها ان تتزين
وتتعطر صباحاً للذهاب الى الجامعة
بابهى حُلة ، لا تدري ما الذي
تغير فجاءة و جعلها تشعر بأن
ما تقوم به لا قيمةَ له بعد ان
كانت تعتبر نيل نظرات
الاعجاب باناقتها وعطرها
الفرنسي الباهض الثمن امراً عظيماً . 
ـ

كان رضا قد استقر في احدى
زوايا القسم يراجع بعض المحاضرات
عندما شمَّ رائحة عطر زكية تفوح
بالقرب منه فعلم انها لمياء فقد
عُرفت في القسم بعطرها المميز
الذي لم يكن شائع الاستعمال لثمنه
المرتفع فقطب جبينه ،
بادرته لمياء بالتحية : 
ـ

اسعدت صباحاً رضا ، كيف حالك ؟ 
اجابها باقتضاب و قد بان
استيائه في صوته : 
_ اسعد الله صباحكم ، انا بخير الحمد لله . 
قررت ان تكون جريئة و صريحة
و دون مقدمات : 
_ رضا انا بحاجة ماسة لمساعدتك ،
لم يدعها تكمل فقد كان يريد
ان يهرب منها بسرعة : 
_ لا امتلك الوقت الان لاشرح لك
اي شيء و المحاضرة ، 
قاطعته بدورها و بجدية بالغة : 
_ رضا الامر لا يتعلق بالدراسة .
_ ماذا اذاً ؟ 
_ اريدك ان تساعدني في فهم
ما يخفى عني واجهله من امور الدين
والثقافة الاسلامية ، لا اخفيك
سراً بالامس ساءني جداً مدى جهلي
و بقيت طوال الليل مستيقظة
افكر بنمط حياتي و ما انا عليه واقعاً ،
لم تستطع اكمال عبارتها فقد خنقتها العبرة ،
صمتت قليلاً ثم اردفت بتوسل : 
ـ

ساعدني يا رضا ، اشعر بأن امراً ما
على وشك الحدوث اشعر ان هناك
شيئاً في داخلي يشدني الى التغيير
لا ادري ما كنهه او ماهيته و لكني
اشعر به فقط ، ساعدني ارجوك يا رضا .
ـ

لم يتوقع رضا ان يبدء يومه الجامعي
على هذا النحو فقد فوجئ بكلام
لمياء و في نفس الوقت شعر ببعض
الارتياح في داخله لانها تنشد تغيير نفسها . 
ـ

اجابها بهدوء : 
_ احتاج بعض الوقت للتفكير في الامر . 
انفرجت اساريرها و شعرت انها ترتفع عن
الارض فهي تدرك بفطرتها ان ما ينتظرها
مع رضا امراً رائعاً . 
_ اشكرك ، اشكرك من اعماق قلبي . 
_ رويدك ، لم اقل اني موافق اخبرتك
احتاج بعض الوقت . 
_ لا بأس سأنتظر ردك وارجو ان
لا يطول انتظاري . 


عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن