الجزء 15

348 45 0
                                    

#عروج_15
هدأت موجة الاعتقالات
بسبب خشية الظالمين من ثورة شعبية
ترافق شهر الثورة الحسينية بعد ان عمَّ
السخط ارجاء البلاد بسبب العنف
و الوحشية التي ترافق المداهمات للبيوت
الامنة و تغييب المئات من الشباب دون
التصريح عن اماكن وجودهم او سبب اعتقالهم ،
و كان الجميع يعلم بأن القادم من الايام يُنذر
بالشؤم و حلول ظلام القمع القاسي . 
استغل رضا هذا الهدوء النسبي و بدأ المداومة
على حضور المجالس الحسينية ، اخبره طاهر ان
عليهم حضور مجلس كبير يحضره خطيب
ثوري لابد من الاستماع اليه .
كان رضا يزرر قميصه الاسود عندما دخلت
والدته الى الحجرة : 
_ الى اين يا رضا ؟ البرد قارس في الخارج
هل تنوي الخروج ؟ 
_ اجل يا امي ، اخبرني طاهر بوجود خطيب
ثوري و أريد الحضور ، طاهر بانتظاري هناك . 
_ خطيب و ثوري يا رضا ، لقد وعدتني
يا ولدي لاتفجعني بفقدك يا حبيبي الاوضاع متوترة
و عناصر الامن يجوبون المكان ، ارجوك يا ولدي 
اترك هذا الامر . 
انحنى رضا عليها مقبلاً رأسها : 
_ لاتقلقي يا امي فالاوضاع الان هادئة نوعاً ما
و انا اريد ان استغل هذا الامر لاتثقف اكثر
من خلال حضور مثل هذه المجالس التوعوية
ادعِ لي و سأكون بحفظ الله ببركة دعواتك و رضاك . 
ـ

كيف لا اكون راضية عنك و انت قرة العين
و ثمرة الفؤاد رعاك الله يا ولدي و حماك
من شرور الظالمين . لم تكد تكمل كلامها
و اذا بهادي يطل عليهم من الباب مقاطعاً : 
ـ

رضا ، ارجوك خذني معك يا اخي اريد ان
احضر هذا المجلس . 
قاطعته امه بشدة : 
ـ

لن تذهب ، البرد قارس في الخارج و اخشى عليك
من المرض ، ناهيك عن دروسك التي يجب ان تكملها . 
ـ

ردَّ هادي بتوسل عسى ان يحن قلب والدته عليه : 
_ امي حبيبتي ارجوك هذه المرة فقط ،
بالنسبة للبرد سأرتدي معطفي الصوفي
الذي اشتراه لي هاشم و اما عن الواجبات
المدرسية فاليوم خميس يا امي و غداً اجازة
هل نسيتِ ؟ 
تبسم بوجهها ابتسامة عريضة و اخذ يقبلها
بحركات بهلوانية لتعطيه الموافقة ،
دفعته قليلاً و ابتسمت لفعله و حركاته : 
_ كفاك ، حسناً اذا كان رضا موافقاً على
ذهابك فأذهب برعاية الله و حفظه . 
التفت هادي صوب رضا الذي اتم ارتداء ملابسه
و علامات الجد ترتسم على وجهه الشاحب ،
لم ينظر لهادي و انما نظر الى ساعته مدققاً : 
_ لديك خمس دقائق فقط لا غير لتكون جاهزاً . 
ـ

فقفز من مكانه مسرعاً و الفرحة تملأ قلبه الفتي . 
كانت دراجة رضا الهوائية ( البايسكل) تتأرجح 
يميناً و يساراً تحت وطأة ثقلهما حيث جلس
هادي في المقدمة و احتضن مسجل رضا
بقوة خشية سقوطه .



عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن