#عروج_4
مع اقتراب موعد امتحان رضا تدهورت حالة
والده الصحية فقد أُصيب بذبحةٍ صدرية
مباغتة بسبب الافراط بالتدخين أُدخل على
اثرها الى المستشفى . كان والده يرزح تحت
الضغط بِسَبَب صعوبة تحصيل الرزق و طالما
سعى الى ان يطعم اهل بيته من الحلال الطيب
و هذا ما جعله عصبياً اغلب الاحيان فلجأ
الى التدخين كمتنفس ادى الى الادمان لاحقاً .
لم يتوقع احد من افراد الاسرة ان يرحل
والدهم الى بارئه بهذه السرعة فبعد عدة ليالٍ
قضاها في المستشفى تناوب اولاده خلالها على
رعايته ، فارقهم و هو لم يتجاوز الرابعة و الخمسين
من العمر تاركاً خلفه تركةً ثقيلة ، فاولاده الصغار
لا يزالوا في المراحل الابتدائية و الحمل ثقيل جداً
على زوجته و اولاده الكبار، كان موته صدمة
لعائلته و زاد الطين بلة إصابة والدتهم بعوارض
تجلط في القلب بسبب الحزن و القهر على رحيل
زوجها المبكر .
في هذه الاجواء المشحونة بالالم و الحزن والعوز
خاض رضا امتحانه مقهوراً متعباً ،
حتى انه في يوم امتحانه عندما دخل القاعة
و بعد توزيع الاسئلة لم يستطع قرائتها
فقد تراقصت امام عينيه صورة اخيه
عندما قرع باب المنزل فجراً و هو يصرخ :
ـافتحوا الباب ، افتحوها لقد مات ابي ، لقد مات .
كان اخوه هاشم قد عاد مسرعاً من المستشفى
و اخذ يقرع الباب كالمجنون ، كان منهاراً فقد
قضى ليلته مع ابيه و هو " يقذف كبده "
و قد خفقت عند رأسه اجنحة الموت .
ترقرق الدمع في عينيه لهذه الذكرى الاليمة
و سارع الى كفكفة دموعه بكُم قميصه ،
تعوذ بالله من الشيطان و قرأ الفاتحة ،
و خاطب الامام صاحب الامر حيث اخبره
طاهر ان يتوجه الى بقية الله الغائب عن العين الحاضر
في القلب كلما اصابه الغم و الحزن :
ـمولاي يابقية الله لا اعتراض على امر الله
و الموت حق ، و لكن يؤلمني فراق ابي المفاجئ
و شعوري باليتم فامسح بكف الصبر على قلبي
يامولاي بحق امك الزهراء .
بعد ان ردد هذه الكلمات هدئت نفسه
و اطمئن قلبه و خاض امتحانه متوكلاً على الله .
ـ
أنت تقرأ
عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)
Contoرواية تحكي قصة ثورة... الثورة على الظلم والثورة على الذات بقلم ندى يعرب