الجزء 43

257 39 0
                                    

#عروج_43
امر رجال الامن رضا
ليصعد الى السيارة جلس
في الخلف كانت معاملتهم
الودودة و اللطيفة تخفي
خلفها وحشية و همجية
لا يظهروها في الحرم الجامعي ،
ولكن ما ان خرجت السيارة
الى الشارع العام حتى
انهالوا عليه بسيل الشتائم
و الافتراءات التي لا صحة لها
فقد اتهموه بالعمالة لاعداء
البلد وبأنه تم تجنيده
كجاسوس يعمل على
الاخلال بالامن ، و ما ان
يفتح فمه ليدافع عن نفسه
يصرخون بوجهه ليصمت ،
بدأت السيارة تسير في طرقاتٍ
لم يرها رضا قبلاً الى ان
ابتعدوا عن مركز المدينة
و وصلوا الى مبنى ذو بوابةٍ
ضخمة و اسوار عالية ،
دخلت السيارة الفناء الخارجي
فاقتادوه نحو السلم و انزلوه
الى ثلاث طوابق تحت الارض ،
و عندما امروه ان يدخل
الى الحجرة الصغيرة في
نهاية الممر المظلم لفت
انتباهه كومة اجساد لشباب
تم تعذبيهم ورميهم الواحد
فوق الاخر ، حاول ان يمعن
النظر ولكنه لم يستطع تمييز
ملامحهم بسبب الدماء التي
غطت وجهوهم ، دفعه الرجل
الذي يرافقه بعنف الى داخل
الحجرة الصغيرة واقفل عليه
الباب ، جلس على الكرسي
الوحيد الموجود ، كانت
الدماء متناثرة على الجدران
و ادوات تعذيب مرمية هنا
و هناك وما هي الا دقائق
و اذا بالباب يفتح ويدخل
منه رجلين ضخمين :
_ كيف حالك ايها العميل الخائن ؟
اجاب بثباتٍ و هدوء اغضبهما : 
_ لست عميلاً انا مواطن
مخلص لبلدي و لا يمكن
ان اخونه يوماً ما . 
غضب احدهما و صرخ بوجهه :
_ أ و تجرؤ على الرد بهذا الاسلوب
ايها الفاجر ؟
و لكمه على عينيه فسالت الدماء
على خده فرفع يده ليمسح الدم و اجاب بهدوء : 
_ نعم اجرؤ لانها الحقيقة .
استشاط الرجل غضباً و همَّ
بضربه مرة اخرى و لكن الرجل
الاخر منعه :
_ دعه الان ليس واجبنا ان
نجعله يعترف ، دعه لغيرنا .
ما ان غادرا حتى قام من الكرسي
و خرَّ ساجداً مناجياً الله :
( الهي من لي غيرك اسأله
كشف ضري و النظر في امري
الهي قوني بقوتك يا قوي يا عزيز ) .
ذاب في سجوده و لم يشعر
بدخول محقق اخر وجه
له ضربة على خاصرته
جعلته يأن الماً .

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن