الجزء 23

310 49 0
                                    

#عروج_23
كان البرد قارساً جعل جميع
الطلبة يلوذون بالقاعة الرئيسية
في القسم طلباً للدفء ،
فالسحب الرمادية حجبت
الشمس الساطعة خلفها منذرةً
بهطول الغيث قريباً ، لم يكن
رضا من هواة الضوضاء
و قد ازعجه صوت الثرثرة
و الضحك في القاعة ،
و لكن الى اين يذهب فالجو
بارد جداً و الجميع ينتظر
ساعة بدء المحاضرات ،
فاخذ يقلب كراسته و عندها
ساد صمتٌ مفاجئ في الارجاء
فتعجب من الهدوء الذي عمَّ
المكان رفع رأسه ليرى ما
الذي حدث فوجد ان الانظار
متوجهة نحو باب القاعة
و الجميع ينظر لتلك الفتاة
ذات الرداء الاسود المهيب
التي دلفت لتوها من الباب ،
فُغرت الافواه و اتسعت الاحداق
دهشةً و استغراباً هل يعقل هذا ؟!!
هل هي ذاتها ؟!! لمياء ؟!! لم يصدق
احد ما يراه ، انها لمياء الانيقة السافرة
المتبرجة صاحبة الذوق الرفيع
في ارتداء اثمن الثياب و احدثها ،
هل هذا معقول ؟ ترتدي الحجاب
و بهذا الشكل المتقن فقد اختفت
خلف الجلباب الاسود الطويل والحجاب
الاسود الكبير
المسدول فوقه . 
ـ

اما لمياء المسكينة التي اذهلت
الجميع بمظهرها الجديد 
فكانت كالطفل الذي اضاع
والدته في سوقٍ كبير
ولم يعد يراها وسط الجموع
الكبيرة ، كان قلبها يخفق
خوفاً و كادت ان تبكي
من الانظار المسلطة عليها
شعرت بنظراتهم كسياطٍ
تجلدها فجابت بنظراتها
علهّا تجد منقذها و مرشدها
فتلاقت اعينهما و رأت انه
الوحيد الذي بكى لرؤيتها ، كانت عينا
رضا قد امتلئت دموعاً فاسرعت
نحوه و الهمسات تلاحقها من هنا
و هناك فهول الصدمة لرؤيتها
بهذه الهيئة اصاب اغلب زملائها ،
وصلت حيث يقف و همست
من قلبها : 
_ السلام عليكم .
_ و عليكم السلام . 
اردفت لمياء بصوتٍ ملؤه
الامتنان والعرفان :
_ اشكرك يا رضا اشكرك من
صميم قلبي ، لن استطيع ان
اجازيك على كل ما عملته معي
و لكن هو الله ربي سيجازيك
بأعظم الجزاء . 
اجاب رضا بانفعال واضح
و قد تأثر لرؤية لمياء بهذا المظهر
الذي يُقر العين ويُسعد الفؤاد : 
_ و لكنك فعلتِ ، لقد جازيتني
افضل الجزاء ، فارتدائك للحجاب
بهذه الطريقة الرائعة هو خير جزاءٍ لي . 
ـ

اهنئك من قلبي لقد ادخلتِ
السرور على قلب السيدة الزهراء
(عليها السلام ) و ازحتِ من
الثقل الملقى على كاهل الامام
ولي العصر
(عجل الله فرجه الشريف) ،
اسأل الله ان يثبت اقدامك
وينصرك على نفسك 



عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن