عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)

الجزء 22

#عروج_22
دخلت تقى تصحبها لمياء
الى حجرة المعيشة ، كانت
العمة جالسة على سجادة
الصلاة ، استأذنت تقى
و صعدت الى غرفتها
لتتهيأ للصلاة ، جلست
لمياء على الاريكة بهدوء
مصغيةً لصوت عمتها تتلو
اياتٍ من القران الكريم
رقَّ قلبها و اقشعر بدنها،
لصوت العمة العذب ،
و استغرقت في اطمئنان
ٍ
لم تشعر به من قبل الى
ان خاطبتها العمة 
_ حبيبتي لمياء هل تريدين
التهيئ للصلاة ؟
_ نعم يا عمتي اود ذلك . 
توجهت العمة الى غرفتها
و عادت تحمل كيساً بيدها ،
جلست قرب ابنة اخيها
وفتحت الكيس ففاحت
منه رائحة زكية خطفت
انفاس لمياء اخرجت منه
رادءً ناصع البياض و سجادة
خضراء اللون وكيساً صغيراً
بداخله مسبحة و تربة : 
_ انه طقم للصلاة اشتريته
من المدينة المنورة عندما
ذهبت للعمرة العام الماضي
و هو لك يا حبيبتي . 
لم تتمالك لمياء نفسها ،
وضعت رأسها في حجر
عمتها الحنون و اطلقت العنان
لدمعها الذي تناثر كاللؤلؤ
على وجهها الغض : 
_ آه يا عمتي آه ، لِمَ توجب
عليَّ ان احيا بعيداً عنكم ؟
اين كنتم عني ؟ لِمَ كنتُ
عمياء لا ارى كل هذا الضياء
الذي ينير ارجاء هذا المنزل
الطاهر ؟!! عمتي لا اريد الرجوع لمنزلي، 
التقطت انفاسها
قليلاً ثم واصلت حديثها
بصوت ملؤه الحزن : 
_ انا غارقة في بحرٍ من
الظلمات يا عمتي و احاول
ان انتشل نفسي منه . 
تمالكت العمة نفسها بصعوبة
بالغة فقد آلمها حال لمياء :
_ اعلمي يا بنيتي ان المرحلة
التي تمرين بها الان اصعب
المراحل ، مرحلة الاستيقاظ
من الغفلة تكون قاسية
و مؤلمة جداً ، و لكن ستتبعها
مرحلة تحرير النفس من
سجن الدنيا لتحلق في
سماوات الطاعة فتحظين
بالقرب الالهي و تنعمي
بعدها بالنور الذي سيضيء
لك الدرب ، ليست بالمهمة
اليسيرة فالشيطان يتربصك
الان و بقوة بعد ان اقعدك
عن النهوض و الثورة على
ذاتك الغافلة لسنوات ،
كوني قوية فعدوك ضعيف
جداً و استعيني بالله
و توكلي عليه فلا حول لنا
و لا قوة الا به نعم المولى
و نعم النصير .
كانت لمياء تصغي بكل
جوارحها و استقرت كلمات
العمة في قلبها وعقلها
و زادتها عزيمةً و اصراراً
على الاسراع في تنفيذ
مخططها دون الخوف
مما قد تواجهه من محيطها .
طلبت من عمتها ان ترافقها
لترى صحة وضوئها و اخبرتها
بمواضع الخلل فيه ،
ارتدت بعدها ثوب الصلاة
و الدموع تملأ عينيها و افترشت مصلاها بجانب عمتها .
صلت لاول مرةٍ صلاةً
لن تنساها ما دامت على قيد الحياة . 

#يتبع⬅