الجزء 14

359 44 1
                                    

#عروج_14

_ هل تلتزمين بأداء الصلوات اليومية في وقتها ؟ 
_ اطرقت برأسها الى الارض حياء و خجلاً : 
_ لا اريد ان اكذب عليك يا رضا اريد ان اكون
واضحة و صادقة منذ البداية ، انا لست
ملتزمة بصلاتي و اذا خطر لي و صليت
ففي غير اوقاتها . 
_ هل لديك نشاط خيري تقومين به ؟ 
_ ماذا تعني بنشاط خيري ؟
_ بمعنى اخر هل تساعدين المحتاجين او الفقراء ؟ 
_ لا ادري اذا كان ما اقوم به يعتبر نشاطاً
خيرياً كما تسميه و لكن ابنة سائق والدي
ايضاً طالبة في الجامعة و احياناً تطلب
امي مني ان اعطيها من ملابسي القديمة
و لكني اخجل من اعطائها ما هو بالٍ
فاعطيها ملابس جديدة في فصل الشتاء
لانها محجبة و لا ترتدي الكم القصير او
التنورة القصيرة . 
لاح شبح ابتسامة على وجه رضا
و خاطب نفسه : 
ـ

كنت اعلم ان الله وفقها الى طريقه لانها
تعمل الخير من حيث لا تشعر . 
_ و الان هل لي ان اعرف ما الداعي لكل هذه الاسئلة ؟ 
_ ان الله لا يضيع عمل عامل من ذكرٍ او انثى
و انت بمساعدتك لهذه الفتاة و بأخلاص
فتح الله بصيرتك لتغيير ما انتِ عليه ،
فالله اعلم بنيات عباده و هو اقرب اليهم
من حبل الوريد يعلم خائنة الاعين
و ما تخفي الصدور . 
دمعت عينا لمياء لسماعها هذا الكلام
الذي يطرق مسامعها لاول مرة : 
_ رضا ، ارجوك علمني بسرعة علمني كل شيء
قبل فوات الاوان ، ارجوك يا رضا .
_ حسناً ، سنبدأ من اليوم ،
خلال الاستراحة بين المحاضرات سأعطيك درساً ،
و بما انها فترة قصيرة سأحاول ان اكتب لك كل
ما اعرفه من عقائد وفقه و تفسير ،و الله
ولي التوفيق . كانت لمياء تشعر كطائرٍ
تحرر من القفص ، كانت على اتم الاستعداد
للتعلم و استيعاب كل ما سيعلمه لها ،
و لكن وسط كل هذه الحماسة
و الاستعداد كان شبح خالد يخيم على
تفكيرها و لكنها ستحاول قدر المستطاع
ان تتجنب رؤيته خلال الفترة القادمة .
مرت الايام و لمياء تحلق في فضاءات
العلم و الايمان ، كانت اغلب الاحيان
تبكي من شدة الفرح و كذلك من شدة الحزن
فقد تأرجحت مشاعرها بين فرحٍ بما تتعلمه
و بين حزنٍ على ما فرطت في جنب الله ،
و هكذا مضت الايام و شعورها بالقرب من
الله يزداد يوماً بعد يوم ، و لكنها طلبت من
رضا ان يكتب لها ما تبقى من دروس حتى
لا تثير شكوك خالد الذي بدأ يتقصى عنها
من هنا و هناك .



عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن