الجزء 30

282 43 0
                                    

#عروج_30
تناهى الى مسامع ام رضا
صوت بكاء و انين ، فقامت
متثاقلة من فراشها لتتفقد اولادها ،
كان الجميع يرقد بسلام نظرت
الى الساعة كانت تشير الى الثالثة
فجراً ، همست لنفسها :
_ يبدو اني كنت احلم . 
لكنها ما لبثت ان سمعت صوت الانين
مرة اخرى ، انه رضا يا الهي
مالذي اصابه ، صعدت الى
حجرته فوجدته يقف رافعاً
يده امام وجهه و مسدلاً الاخرى
يمسك بها مسبحته الخضراء
و يردد باكياً : العفو العفو العفو ...
ـ

جلست عند باب الغرفة
تبكي و تراقب ولدها الَّذِي
لا تعلم ما ذنبه الذي اقترفه
ليبكي بهذا الشكل .
اتم صلاته و قام من سجادته
مسرعاً اخذ بيد والدته
و اجلسها على الكرسي : 
_ سامحيني يا امي شعرت
بوجودك و لكن لم استطع قطع الصلاة . 
ـ

مسح دمعاتها بكفه : 
_ اخبريني لِمَ تبكين ؟
نظرت لوجهه بعطف و لمست خده :
_ انت من عليه ان يجيب
عن هذا السؤال لِمَ تبكي
و تنادي العفو ،ما الذي فعلتَه
ليكون هذا حالك ؟!! _ انها صلاة الليل يا امي تأخذ
بمجامع القلوب و تجعل
صاحبها في حالة قلبية رقيقة
لا يملك معها الا البكاء و العويل ،
صمت قليلاً ثم اردف قائلاً بتردد :
_ امي ، سأغيب عن البيت
الاسبوع القادم . 
_ اين ستذهب ؟ 
كان يخشى ان تمنعه من زيارة
الاربعين و في نفس الوقت
لا بد له ان يخبرها حتى لاتقلق لغيابه : 
_ سأذهب سيراً الى كربلاء . 
انتفضت من جلستها : 
_ ماذا ؟ سيراً ؟ اراك تسير الى
السجن و الاعتقال بقدميك !
ماذا تريد ان تفعل بقلبي يا بني ؟
أ و لم تمنع السلطات الزيارة هذا العام ؟
كيف ستذهب اذاً ؟
هل تسعى الى الاعتقال ؟ 
_ امي اهدئي ارجوك ، سمعت
ان البعض يسلك طرق الحقول
و المزارع و سأحذو حذوهم ،
فقط احتاج بركة موافقتك يا امي ارجوك . 
تأرحج تفكيرها بين الرفض
و القبول فهي لا تريد ان تمنعه
من الزيارة و لكن في ذات الوقت
تخشى عليه من الظالمين . 
كان ينظر اليها بتوسل ،
احتضنت وجهه بيديها و قبلت جبينه :
_ لا بأس يا ولدي يمكنك
الذهاب و كن حذراً ارجوك ،
لن اخبر احداً بذهابك فلا طاقة
لي على العراك و المشاجرة
مع اخوتك , متى موعد ذهابك ؟ 
_ مساء الغد سأنطلق ان شاء الله
احتاج ثلاثة ايامٍ لأصل لارض
المعشوق في يوم اربعينيته .



عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن