الجزء 47

271 43 1
                                    

#عروج_47
باغتت قوات الامن منزل رضا و اقتحموه
ليلاً و قاموا باقتياد اخواته اللواتي اخذن
يتصارخن لانهن بدون حجاب فتصدى
هاشم و اخوته لهم وتشابكوا بالايادي الى
ان قام احد الرجال باطلاق عيار ناري
باتجاه السقف جعل ام رضا تصرخ وتبكي
و احتضنت اولادها فسحبوها ايضاً
فصرخ هادي و هو يبكي :
_ اتركوا امي اتركوا امي . 
_ رضا عزيزي رضا اهدئ ، رضا استيقظ
ارجوك انك تهذي .
خاطب طاهر رضا المفزوع بقلق :
_ عزيزي رضا اهدئ قليلاً .
كانت الدموع تملئ مآقي رضا :
_ لقد رأيتهم يهجمون على بيتنا
يا طاهر ويعتقلون اخواتي و امي ،
فاصابني الذعر و ظننت الامر حقيقة . 
احتضنه طاهر برفق : 
_ لا تخف ياحبيبي لا تخف فقط اطلب
من الامام الرضا ان يكون ضامناً
لافراد عائلتك جميعاً و لن يصيبهم السوء
بأذن الله و ببركة الامام الضامن .
هدئت نفسه قليلاً و ارتاح لقول رفيقه : 
_ سأفعل ان شاء الله .
ثم اردف قائلاً بصوت حزين :
_ طاهر ، اشتقت لصلاة الليل منذ مايقارب
الاربع ليالٍ و انا لم أُقم صلاتي ، و اخذ
ينظر حوله فلم يجد سوى اجساد
متلاصقة بالكاد تستطيع ان تمد ساقاً ،
ثم اتم كلامه :
_ و يبدو ان الامر مستمر ، فأين عسى
ان يصلي الواحد منا و نحن بالكاد نرى
ارضية هذه الزنزانة المتعفنة ! 
اطرق طاهر برأسه فعلم رضا ان رفيقه
على وشك البدء بحديث روحي كعادته
كلما اراد ان يُطلعه على امرٍ هام ، فبادره بالقول :
_ كلي اذان صاغية ياحبيب القلب و الروح .
نظر طاهر في عينيه و ابتسم ابتسامته
المحببة و همس له :
_ رضا ، حرر الروح يا رفيقي و عندها
لن ترى هذه الزنزانة متعفنة او معتمة ،
كم من الاماكن والقصور والبيوت خارج
هذا السجن تسودها النظافة و الفخامة
و تضيئها المصابيح و الانوار و لكنها واقعاً
مظلمة و متسخة بسبب الذنوب و المعاصي ،
هذه الزنزانة يا رضا جنة منيرة بنور ذكر الله
و انبيائه و اوليائه ، انها تبدو للوهلة الاولى
كما ذكرت انت معتمة متعفنة مكتظة
ولكن اذا حررت روحك وجعلتها تحلق
في سماوات النور ستراها فسحةٌ خضراء
تحيط بها ملائكة الحق سبحانه ، حرر
روحك يا رضا وكن من الذين ذكرهم
الامام السجاد في مناجاة العارفين :
( قَدْ كُشِفَ الغِطَاءُ عَنْ أَبْصَارِهِمْ،
وَانْجَلَتْ ظُلْمَةُ الرَّيْبِ عَنْ عَقائِدِهِمْ وَضمائِرِهِمْ ) ،
حررها و بسرعة يا عزيزي .

همس رضا باستغراب :
_ و لكن عن اي ذكرٍ تتحدث يا طاهر
و نحن بالكاد نرى موضع اقدامنا ؟! _
سترى يا رضا مااقصده عليك فقط
ان تراقب وستعرف معنى كلامي .

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن