Part 12 ( أنت خائن !! )

845 28 78
                                    

في منزل صغير بضواحي مدينة نيويورك ، حيث المكان هادئ و لا يعج بالضجيج و لا بأصوات السيارات هنا و هناك ، مكان مسالم جدا.

منزل خشبي يبدو من الطراز القديم ، في وسط حديقة مربعة في نصف قطر دائرة تقدر ب100 متر , كان منزل من دورين حيث الطابق العلوي يوجد فيه فقط قبو و غرفة نوم و حمام خاص بها ، و في داخل تلك الغرفة المتوسطة الحجم ، يوجد جمال نائم بهدوء غير مهتم لهموم الدنيا و لا مآسيها ، جمال تعذب كثيرا في حقه.

أشرقت الشمس فتسللت أشعتها بكل لطف مداعبة وجهها ، فتحت تلك الشقراء عينيها بخمول و تعب شديدين ، يبدو ان أشعة الشمس ازعجت حلما جميلا كانت تعيشه في خيالها الخاص.

نظرت الى الساعة ثم قالت بنعاس " آه ، إنها العاشرة " كان اليوم عطلة ، في الواقع حتى دراستها لم تبدأ بعد.

استيقظت من نومها مرتدية ثياب نوم فضفاضة ، فركت عينيها وهي متوجهة نحو الحمام لأخذ حمام دافئ يزيل كل خمولها ، جلست في الحوض مداعبة قدميها و يديها بالمياه والصابون ، لم تكن تبدو بحالة جيدة ، كانت غارقة في الفكر.

اتكئت على الحوض ثم ظهر شبحه أمامه ، شاب اشقر بأعين زرقاء كلون السماء ، وسامته فاقت حدود خيالها ، توهج وجهها باللون الأحمر وهي ترى خيالها و هذا قبل أن تحرك رأسها يمنى و يسرى قائلة بغضب مصبوغ باللون الأحمر الخجول " لااا أخرج من خيالي !! "

انزلت رأسها داخل المياه حتى وصلت لأنفها ، ومازالت صورته لا تريد الخروج من خيالها ، يكاد يصبح ' هو ' جزء منها ما عادت تقدر على التنفس بدون وجوده.

.
.
.

خرجت دورثي للتمشي بعد الإستحمام ، كانت تتجول هنا و هناك ، حتى آتى في بالها الذهاب لرؤية ريلينا ، و بينما هي تتمشى رآته.

الشخص الذي دخل لقلبها بدون إذن منها ، قلبها يريد رؤيته ، لكن مازالت الكلمة العليا تذهب لعقلها الذي رفض ذلك !!

ارادت ان
تتحاشاه و لكنه لاحظها أخيرا ، إبتسم لها قائلا " دورثي ، مرحبا "

تصنعت الإبتسام قائلة : أهلا ، كواتر "

كواتر بإبتسامة : كيف حالك دورثي ؟! "

ردت عليه بنفس الطريقة السابقة " أنا بخير ، كما ترى .. " أقترب منها ببطء ثم أمسك بيدها قائلا " دورثي ، لما تغيرتي لهذا الحد معي ؟؟ " ردت عليه وقد بدأت الذكريات ترجع ببطء لذلك اليوم " أنت من تغير يا كواتر ، لقد وعدتني اننا لن نكون فقط مجرد صديقين ، لكنك لم تفي بذلك الوعد " أكملت كلامها و بدأت تشعر ان الدموع تتجمع ببطء في عينيها.

صدم هو من كلامها و قال " لكن متى أخلفت وعدي لك ؟؟ "

عند هذه النقطة لم تعد بإمكانها تحمل الأمر أكثر ، انهمرت دموعها بشدة امامه و هذا زاده دهشة أكثر ، مالذي فعله ليجعلها بهذا الحزن الشديد ؟؟ متى قام بشيء سيء تجاهها ؟؟ هو لا يذكر حتى أنه اساء ولو بشكل صغير لها ، اذا لما هي هكذا ؟؟

دورثي : في الصيف الماضي ، في ذلك الفندق في كندا ، حين كنت مع تلك الفتاة ذات الشعر الاسود و كنتما تتبادلان القبل في العلن "

اندهش مما قالته ثم ترك يدها و بدأ وجهه يشحب بشدة ، قالت له بالدموع المنهمرة " هل ستقول ان هذا كله كذب ؟؟!  أنت من خانني كواتر !! " إلتفتت للجهة المعاكسة وجرت بأقصى قوتها مبتعدة عنه.

بعد مرور دقائق من الصدمة ، قال كواتر بشحوب " أيعقل أنها تتحدث عن .. آشلي !! "
.
.
.

نعود الى قصر أميرتنا ريلينا.

كانت تلك الشابة تصرخ في حارسها الشخصي ، لا تنفك شجاراتهما عن الانتهاء حتى يدخلان مجددا في شجار آخر.

ريلينا : هيرو ، لقد أخبرتك أنني اريد الخروج لوحدي اليوم ، لا تتبعني !! "

هيرو ببرود وعدم مبالاة : هذا مستحيل "

أكملت بغضب : انت لست والدي لتتحكم في هكذا "

هيرو : لن اتجادل معك في أمر سخيف كهذا " ازداد غضبها ثم أردفت وقد تلون وجهها باللون الأحمر " مازلت لم اسامحك على ما فعلته ذلك اليوم في المخيم " رد عليها ببرود " عن أي شيء تتحدثين ؟؟! "

ازداد خجلها و قالت : لا تدعي الغباء ، أنت تعلم " أغمض عينيه و قال " لا أعلم "

أقتربت منه ثم همست " بشأن القبلة ... "

هيرو ببرود : آه تلك القبلة ، فعلتها فقط لجعلك تهدأين " انزعجت مما قال ثم ردت عليه " ماذا ؟؟! لكن ... " لكنه قاطعها ببرود " هذا كل ما في الأمر "

أغمضت عينيها ثم تنهدت ببطء وقالت " حسنا ، لا بأس " أمسكت بحقيبة يدها ثم أبتسمت و قالت " هيا لنخرج للتمشي هيرو "

أوما لها هيرو و خرجت هي قبله ، اتكئت على حائط الغرفة ثم شعرت بحرارة دموعها في عينيها ، إبتسمت قائلة " م... مالأمر ، أنها مجرد قبلة فقط صحيح ؟؟ ، من المستحيل ان اتأثر كونه قبلني بدون اي مشاعر " مسحت دموعها و تقدمت سريعا.

بينما هو ، حدق في الأسفل وهو يشعر بيديه ترتعشان ، لماذا كذب و قال أنه لم يستمتع بتلك القبلة ، كان من الممكن ان تأخذ جملة واحدة منعطفا آخر في الأحداث.

همس في نفسه كأنه يكلم شخص آخر ( هيه ، أليس هذا ما أردناه دوما ؟؟ ، الم نكن نردها دوما ؟؟ ، هي الأن تحبنا ، لما نحاول إبعادها ؟؟ ، ألا تريدنا ان نكون معا دائما ؟؟ ، اجبني ... يوساكي !! )

.
.
.

To Be Continued.

سم الوردة السوداء ~ مكتملة ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن