في مكان آخر ، أمام منزل ما.
نزلت فتاة وهي تحمل حقائبها للتو من سيارة ما ، كانت ملامحها بائسة و حزينة ، اغمضت عينيها في ألم و هي تحاول السيطرة على مشاعرها ، هي الأن أمام أبواب الجحيم ، جحيم فضلت الموت على العودة اليه.
لكن لا مجال للتراجع الان ، لقد وعدها فارسها أنه سينقذها ، عليها ان تثق به الأن ، و فقط أن تنتظر...
تنهدت بيأس ثم تقدمت ببطئ و طرقت باب المنزل ، فتح الباب بعد لحظات و ظهرت خادمة من ورائه ، صدمت الخادمة ثم ابتسمت بسعادة شديدة و انحنت قائلة بإحترام " مرحبا بعودتك ، آنسة دورثي "
اومات دورثي لها بملامح باردة ثم اخذت الخادمة الحقيبة وهس تقول باحترام " غرفتك جاهزة آنستي " ثم اتجهت للطابق العلوي لوضع اغراضها في تلك الغرفة.
دخلت دورثي للبيت ثم حاولت تملك أعصابها ، و ذلك لم يكن لوقت طويل ، ما إن تخطت الممر الذي يدخل لغرفة المعيشة حتى ظهر ' ذلك الرجل ' أمامها ، نظر اليها الرجل بتعجب ثم تغيرت ملامحه للإشمئزاز ، قال بعد أن تنهد قليلا " اذن فقد عدتي ، فيكتوريا !! "
صدمت دورثي بشدة ووضعت يدها على قلبها ، ذلك الأسم الذي تخلت عنه الان عاد لمسامعها ، وقعت على ركبتيها وهي تضغط على صدرها بقوة محاولة تناسي ذلك الأسم.
أغمض الرجل عينيه ثم قال وهو يتوجه نحو أحد الغرف " لا يمكنك الهرب مني إلى الأبد ، يا إبنتي !! "
ثم فتح باب الغرفة و دخل إليها ، انهمرت دموع دورثي بشدة و هي لازالت تضغط على صدرها بقوة ، فيكتوريا ! إسمها الحقيقي الذي تخلت عنه لأجل البدء في حياة جديدة ، بعيدا عنه.
شعرت بيدين تحوطان بجسدها ، لقد كان أخاها الوحيد ، و الوحيد الذي كان دائما سندها وقت ضيقها و همها ، كان حقا الشخص الوحيد الذي كان سببا في عدم انتحارها حين كانت في ذلك البيت سابقا !
تحدث هو بهدوء و هو يربت على شعرها " لماذا فيكتوريا ؟؟ لماذا رجعتي الى هذا الجحيم ؟؟ لماذا لم تتخلي عنا فحسب ؟! "
ظلت دورثي تبكي و هي تهمس : لم استطع ، لم استطع أن اترككم تواجهون ذلك بنفسكم فقط !! "
اكمل هو التربيت على شعرها و قال بنبرة مليئة بالمشاعر " أنها أنتي ، يبدو أنك لم تتغيري مطلقا صغيرتي "
.
.
.مرت الساعات سريعا ، و الان قد حان وقت الزفاف المشؤوم !!
في وسط تلك الكنيسة كان الضيوف ينتظرون قدوم العروس ، بقي مارك يقف و يحيي الضيوف و بجانبه جوناثان ' والد دورثي ' و هما يبتسمان لبعضهما ابتسامات توضح التوتر الشديد بينهما ، لم يكونو على وفاق مطلقا ، و كان جوناثان رافضا للزفاف ، الا أن ذلك المجنون مارك هدده بأبشع الطرق لأجل الموافقة على هذا الزفاف و مما جعله يوافق بقلة حيلة أمامه.
وقف جوني ' اخ دورثي ' بجانب أليكس ثم همس له ببعض الكلمات ، صدم أليكس لكنه أخفى ملامحه تلك سريعا بإبتسامة بسيطة و اكتفى بعدم الرد على كلام جوني.
انزعج الاخير بعض الشيء لكنه تنهد ببطئ ثم أستأذن ليخرج قليلا و يستنشق الهواء ، خلال ذلك الوقت لاحظ فتى بشعر بني ملفوف على شكل ضفيرة ، تعجب منه ثم لحقه بفضول ليعرف هويته.
استأذن مارك أيضا و اشار لأليكس أن يلحق به ، أوما له ابنه بطاعة ثم أتى ورائه.
همس مارك الى أليكس " إحذر ، فالكثير من المزعجين ينوون إفساد هذه المناسبة "
رد أليكس بهدوء " لا تقلق أبي ، لن يستطيع أحد إفساد هذا الزفاف أبدا "
.
.
.في غرفة تحضير العروس ، كانت هناك دورثي و تبدو كأنها جثة خالية من الحياة ، كانت الخادمات يقمن بتحضيرها و هن يتغزلن بكل شيء فيها ، و اكتفت هي فقط بالرد بإيماة بسيطة ، اتى دور تبديل الخادمات و خرجن ثلاثة منهن و اتين ثلاثة اخريات ، قالت إحداهن بإبتسامة " تبدين جميلة للغاية ، بالرغم من هذا الإكتئاب الذي يغطي ملامحك "
صدمت دورثي ثم قالت بسرعة " ذ.. ذلك الصوت !! " نظرت سريعا لصاحبة الصوت ووجدت ثلاثة جميلات بزيي الخادمات وهن يبتسمن إليها ، قالت بدهشة كبيرة " ك.. كيف أتيتن إلى هنا ؟؟ ريلينا هايلد ، آشلي !! "
آشلي ببعض الغرور : بالطبع فتاة مثلك تحتاج للمساعدة لذا اتينا لنوفر لك تلك المساعدة "
هايلد بإبتسامة : إذن ، يا آنستي هل تودين الخروج من هنا ؟؟ "
انهمرت دموع دورثي بشدة ثم قالت بسعادة كبيرة " أجل ، من فضلكن !! "
.
.
.To Be Continued.
أنت تقرأ
سم الوردة السوداء ~ مكتملة ~
Mystery / Thrillerﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻡ ﺍﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍ ؟؟ ﺍﻣﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮﺓ ؟؟ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻘﻠﺐ ﺭﻗﻴﻖ ﺍﻥ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﻘﻠﺐ قاس ﻛﺎﻟﺤﺠﺮ ؟؟ ~ ﺳﻢ _ ﺍﻟﻮﺭﺩﺓ _ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ~