الفصل الثلاثون الجزء الأول

9.2K 196 4
                                    

وصل يابنات الفصل وصل وقسمته نصفين والنصف التانى بكتب فيه وهنزله أول ما يخلص
رواية مطلوب سواق خصوصى
الفصل الثلاثون : الجزء الأول

تجمد بصر آسر على زوجته شذا بصدمه وذهول غير مصدق ما تراه عينياه ؛؛ شعر بثورة غاضبه وعارمه بداخله تريد أن تنفجر بها ؛؛ وقفت هى مدعية الثبات والكبرياء ،، يحدقون فى أعينهم بعضهم البعض ؛؛ فلما طال الصمت حدق فتحى بآسر قائلا بارتباك : بشمهندس آسر أنا .... قاطعه آسر فجأه هاتفا بصوت يملؤه القسوه قائلا بغضب مكبوت : سيبنى دلوقتى يا فتحى !!!
فقال له بصوت متردد : بس يا بشمهندس أنا عايز أفهم حضرتك على حاجه الاول ،، قاطعه صارخا به بصوت هادر قائلا له : بقولك سيبنى دلوقتى ،، علشان شكل كده هتحصل مصيبه دلوقتى فا أقفل الباب وراك وإلغيلى كل المواعيد بتاعت النهارده .

حدق بها فتحى بحزن إنها المره الأول الذى يتحدث إليه بهذه الطريقه .
قالت شذا لنفسها بضيق : أنا السبب يا فتحى أنا السبب معلش آسفه مكنتش أأقصد كل اللى عملته ده .
لمح فتحى نظرات الإعتذار فى عينيها قبل أن يغادر الحجره ولكنها أتت بشىء جرىء لم يتوقعه آسر ولا فتحى .
فقد لحقت بفتحى بعدة خطوات سريعة تقول بأسف : أنا آسفه يا فتحى مكنتش أعرف إنه هيحصل كده .
توقف فتحى بجانب باب المكتب قائلا لها بحزن : ولا يهمك حصل خير .
كل هذا يحدث أمام أعين آسر الذى أخذ يراقب وجهها وملامحها وهى تتحدث بكل تلقائيتها مع فتحى كأنهم أصدقاء قدامى .
ومازاد من ثورة آسر بداخله أنها تناديه هكذا وبدون أى ألقاب ؛؛وهذا ما أكد له شكه ذلك .
فهب من مقعده مزمجرا كالوحش الكاسر والثائر  الذى ينقض على فريسته قائلا بصوت غاضب : شذذذذذا .
اضطرب قلبها وجاهدت نفسها كثيرا ،، كى تبدو متماسكة لأعصابها .
ابتعدت عن فتحى عدة خطوات للوراء وعينيها تكشف ضعفها أمامه ؛؛ لكن حاولت أن تستكمل شجاعتها تلك مهما كانت العواقب .
كان قد غادر فتحى المكتب وهو يشعر بالإحراج وكاد أن يغلق وراؤه الباب ،، لكنه فوجىء بصوت يقول بكبرياء وجرأه : من فضلك يا فتحى خلى عم مسعد يجيبلنا كوبايتين عصير ليمون هنا على المكتب علشان هنحتاجه دلوقتى .
هز رأسه بالموافقه وأغلق وراؤه الباب واتجه يلبى طلبها.
أغمضت شذا عينيها ،، بقوه لكى تستطيع مواجهته ولكى تحاول أن تستجمع شجاعتها ،، وتفكر جيدا كيف ستتصرف معه وكيف ستواجهه فالتفتت إليه ببطىء فلابد لها من مواجهته الآن وابتعدت إلى الوراء ؛؛ بخطوات بطيئه متعثرة ثم رفعت رأسها بكبرياء وشموخ متجاهلة غضبه ،، واتجهت بعدها إلى مكتبه وجلست على مقعده هو ؛؛ كل هذا تفعله وهو يحدجها بنظرات ناريه تخترق قلبها والغضب يزداد بداخله والثوره بداخله تريد أن تنفجر فى وجهها الآن .
بعد أن جلست شذا على مقعده تجاهلت هى هذه النظرات القاتله بالنسبة لها ،، ثم وضعت قدم فوق الأخرى وجلست بشموخ وتكبر ،،
رمقها بنظرات كالشرار قائلا لها بغضب : شذذذذذذذذا .... إرتجف قلبها قليلا ثم أمسكت أعصابها وتشجعت قائله له بكل هدوء : نعم ممكن أعرف إنت متعصب ليه دلوقتى .
زاده هدوءها المستفذ ذلك ؛؛ كل مشاعره الغاضبه فبخطوات واسعه منفعله اتجه اليها وانحنى عليها وهو يستند بكلتا يديه على مسند المقعد التى تجلس عليه مقربا وجهه الغاضب من وجهها وقال بصوت كالفحيح يملؤه الغضب : إنتى بتعملى إيه هنا فى شركتى ها .... بتعملى إيه ....هنا إنطقى .... إنطقى......بسرعه وردى عليه حالا .
رفعت حاجبها باستغراب قائله ببرود : يعنى هكون بعمل إيه يعنى بشتغل طبعا يا بشمهندس ثم صمتت وأردفت بعدها ببرود أقوى :  ولا إنت شايف حاجه تانيه غير كده .
استفذه هذا البرود القاتل من جانبها قائلا باندفاع غاضب : إنتى إتجننتى علشان تشتغلى من ورايه يا ست هانم .
فقالت له بضيق : وفيها إيه لما أشتغل فى شركتك ،، وخصوصا إنت عارف إنى بحب الشغل كتيير .
صرخ بوجهها قائلا لها بانفعال: علشان الفلوس مش كده ؛؛ حدجته بنظره بارده تقول له بكبرياء : أيوه علشان الفلوس ،، إنت عارف كويس أوى إنى بحبها .
حدجها بنظرات شرسه وجذبها من معصميها فجأه بقسوة بيديه وأنهضها وأوقفها أمامه مباشرة من مقعده فتألمت بداخلها وجذبها إليه قائلا لها بغضب : كل حاجه الفلوس .... الفلوس .... إنتى إيه مفيش فى دماغك غيرها .
فهتفت به قائله له بسخريه ماكره : أيوه مفيش فى حياتى غيرها .
ضغط بشده على يديها فتحاملت على نفسها قائلا لها بصوت منفعل : ليه هوه إنتى ناقصك فلوس ،، هوا أنا حارمك من حاجه ثم صمت برهة ثم جز آسر على أسنانه بغضب و أردف قائلا لها بصوت غاضب كالفحيح : ثم مهما كانت مبرراتك أنا مش مانعك عن الشغل وقايلك قرارى ده من فترة وكنت حابسك فى إوضتنا علشان ما تروحيش لا هنا ولا هنا ومنبه عليكى مية مرة إنك مفيش خروج لوحدك ومفيش خروج من إوضتك إلا وانتى معايا ،، واخذ يهزها بشده قائلا لها : قايلك كده ولا لأ ها .... إنطقى .... إتكلمى ..... قايلك كده ولا لأ ما تنطقى ساكته ليه ولا إنتى ناوية تجننينى معاكى .
تأملته بألم وأغمضت عينيها خوفا من نظراته وأخذت نفسا عميقا حتى ترد عليه وتجيبه عن تساؤلاته الكثيرة .
هزها مرة أخرى بقسوة وعنف  فقالت له ببرود : ممكن تبعد إيديك عنى مينفعش إللى بتعمله ده .
هدر بها قائلا لها بنرفزه : مش هبعد يا ست هانم إلا لما أعرف إيه حكاية شغلك دى هنا ومن غير ما أعرف كمان ،، ثم إنى جوزك يا مدام .
نظرت إليه بالامبالاه قائله له بجفاء : عارفه حضرتك إنك جوزى بس هنا إحنا فى شغل يا بشمهندس ،، يعنى مفيش حاجه إسمها ؛؛ إنك جوزى ،، فيه إنك رئيسى فى الشغل وبس غير كده لأ وإنسى إنك جوزى طول ما إحنا هنا
ضم آسر شفتيه بغضب وشعر أنه يريد معاقبتها والآن على جرأتها عليه وبهذه الطريقه المستفذه له .
فحدق بها والشرر يتطاير فى عينيه قائلا لها بغضب : بقى كده يعنى أنا هنا مش جوزك ورئيسك وبس فقالت له بالامبالاه : طبعا إنت هنا رئيسى وبس ،، فقال لها بشراسه : شكلك كده إتجننتى .
فضحكت ضحكه لم تضحكها من قبل بالرغم من خوفها منه قائله له : البركه فيك يا بشمهندس إنت السبب لجنانى ،، بس تصدق أنا معجبه ومبسوطه بجننانى ده ؛؛ لم يصدق آسر عينيه من كثرة تغييرها فهى كانت تهابه وتخشى مجرد سماع صوته؛؛ ولكن أين ذهب كل هذا الخوف الآن ،، إلى أين ذهب كل هذا .
فشعر بالغيظ والغضب بعد تساؤلاته الكثيرة تلك ،، زفر بقوة قائلا لها بغموض : إنتى شكلك كده عايزه عقاب زى زمان ؛؛ ولازم تتعاقبى علشان تحرمى ما تسمعيش كلامى .
قالت له بضيق : قلتلك يا بشمهندس ،، انا هنا موظفه عندك وانسى إنك جوزى ومتقدرش تعاقبنى ،، أنا هنا فى شغلى وممنوع التعدى على الموظفين أثناء تأدية واجهبم فى شغلهم .
فقال لها بخشونه : بقى كده طب يعنى  مادام الموضوع إن هنا أنا مش جوزك ؛؛ يبقى تعالى معايا .
تناول يدها بقسوه وجذبها خلفه بقوة ؛؛ ساحبا لها وراؤه تحت نظراتها القلقه ، الخائفه لما ينوى فعله بها .
وكاد آسر أن يفتح الباب فوجد شخص ما يطرق عليه الباب قائلا له : الليمون يا سعات البيه .
إلتفت إليها غاضبا منبها لها بنظرات عينيه المنفعله والمتقده من الغضب ،، مهددا إياها بألا تتحدث أمامه ،، فترك يدها مضطرا لذلك فتنهدت بارتياح قليلا لقد كانت يدها تؤلمها بسبب ضغطه الشديد عليها ؛؛ فقال آسر بغضب مكتوم : إدخل يا عم مسعد ،، دلف مسعد قائلا له : أحط العصير فين يا بيه ؛؛ قال له بضيق : حطهم على مكتبى وإطلع إنت دلوقتى ،، وضعهم على مكتبه وانصرف مغادرا للغرفه بسرعه .
حاولت شذا أن تتمالك أعصابها ؛؛ فاتجهت ناحية مكتبه ،، وأتيت بكوبا منه مقتربة إليه بدلال قائله له باستفذاذ : إتفضل إشرب عصير الليمون علشان تهدى أعصابك ؛؛ سيبك إنت مفيش حاجه فى الدنيا مستهله علشان تنفعل كده صحتك يا بشمهندس بالدنيا كلها .
لم يتناول منها آسر العصير إنما حدجها بغضب قائلا لها بغضب وغيظ : شذذذذا سيبك من إسلوبك المستفذ ده ،، أنا اللى مصبرنى عليكى لدلوقتى إننا فى الشركه .
تناولت يده ووضعت بها كوب العصير متجاهلة كلماته قائله له ببرود : إوعى تكسرها حرام النعمه تترفض .
ضم قبضة يده بغضب وارتشف العصير فى مرة واحده وكاد أن يكسر الكوب على الأرض لولا شذا فهمت ما ينوى فعله قائلا له : لأ كده غلط إوعى تعملها وتناولت من يده سريعا كوب الليمون ووضعته فى الصينيه على مكتبه  .
وأخذت الكوب الآخر وتناولته وناولته إياه بكل هدوء مستفذ قائله : يالا إشرب ده كمان فصرخ بها بغيظ قائلا لها : مش عايزوبطلى بقى إسلوبك ده لأنك مهما تعملى مش هتنفدى من إيدى ولا هسيبك وهحاسبك يعنى هحاسبك .
ارتشفت شذا العصير لعل ضربات قلبها السريعه تهدأ فهى تدارى كل الخوف والرعب منه وراء ما تفعله قائله له : عن إذنك أنا بقى هشربها أصلى بصراحه محتاجه أكون هاديه دلوقتى
انتهت منها وهو صامت لكن نظراته لها تعكس ما بداخله من ضيق غاضب وثوره منها ،، فجذبها من يدها فجأه وسحبها وراؤه وفتح باب مكتبه وغادروه هما الأثنين .
بعد خمس دقائق كان آسر يقود السياره ،، متجها إلى الفيلا ،، طوال الطريق لم يتحدث إليها ولم ينظر إليها ،، شعرت به شذا على أنه ينوى على مصيبه هذه المره فارتعب قلبها أكثر .

قال لها مروان يهدأها : ياحبيبتى متقوليش كده ،، أنا إستحاله أسيبك ،، عارفه يعنى إستحاله ؛؛ إنتى خلاص سكنتى قلبى ومش هتطلعى منه لانه خلاص ،، قفل عليكى إنتى وبس يا قلبى .
قالت له نور بخوف : سامحنى يا مروان أنا السبب فى قلقك ده ؛؛ بس غصب عنى أنا تعبانه أوى أوى يا مروان .
تنهد مروان بحزن من أجلها قائلا لها ليطمئنها : متقلقيش يا نور ،، طول ما أنا معاكى متخافيش وحبنا هيهزم أخوكى فى الآخر بس إصبرى .
فقالت له : ياريت يا مروان أنا مبيهونش عليه غير حاجه واحده بس ؛؛ إننا مع بعض فى الشغل وبشوفك هنا كل يوم .
تناول مروان يديها بين يديه قائلا لها بحب : وانا ده أهم شىء عندى إن بشوفك كل يوم ويوم الاجازه ببقى هتجنن علشان أشوفك .
فابتسمت له قائله بهمس : للدرجادى بتحبنى يا مروان فاقترب بوجهه منها قائلا لها بخفوت خبيث : ها تحبى أثبتلك دلوقتى علشان تصدقى ،، فاحمر وجهها من الخجل وهى تراه يحدق بشفتيها فقالت له بهمس : مروان إبعد الناس حوالينا يقولوا إيه ،، فهمس لها بمكر قائلا لها : وماله علشان حتى يبقوا شاهدين إنى بحبك وكمان علشان تصدقى يا عمرى إنى مشتاق لليوم اللى نبقى فيه مع بعض على طول .
زاد إحمرار وجهها قائله له بخفوت : طب يالا بقى مش هتروحنى النهارده من هنا ولا إيه .
فقال لها بخبث : بصراحه مش عايز أسيبك ولولا عدم موافقة أخوكى على جوازنا كنت رحت بيكى دلوقتى على أقرب مأذون .
ارتجف قلبها وبشده من كلامه الخبيث ذلك وفهمت ما يعنيه .
فاحمر وجهها وارتبكت
اتمنى تكون عجبتكم وتقولوا رأيكم فيها  وممنوع تم أو م
مع تحياتى
يمنى عبدالمنعم

رواية مطلوب سواق خصوصى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن