الفصل الثالث والثلاثون الجزء الثاني

7K 193 2
                                    

وصل الجزء التانى من الفصل أنا آسفه على التأخير والله ابنى تعبان الحمدلله

رواية مطلوب سواق خصوصى
الفصل الثالث والثلاثون : الجزء الثانى
قالت له شذا بخفوت : النهارده عيد ميلادك يا آسر ،، حدق فى وجهها قليلا ثم تجهم وجهه فهو لا يذكر آخر يوم إحتفل به فهو دائما منشغلا فى عمله ويمر عليه هذا اليوم دائما مرور الكرام ،، قائلا لها بهمس : وعرفتى منين يا شذا ،، قالت له بهمس مماثل : عرفت لوحدى طبعا ،، إنت مش جوزى ؛؛ يا آسر .
إلتصق بها آسر فجأة ،، ونفث فى عود الثقاب بفمه ،، بعد أن قد قارب على الإطفاء .
فارتجف قلبها من أنفاسه الحاره على وجهها ،، فى وسط هذا الظلام الحالك ،، حتى ظنت أن آسر يستمع إلى صوت دقاته المتسارعه قائلا لها بصوت يكاد مسموعا : مش كده أحسن ،، أغمضت عينيها من ضربات قلبها التى تتسارع بداخلها .
فهمست له بخجل : آسر …. فارتجف قلبه هو الآخر بالرغم صدمته بما تفعله الآن إلا أنه منساق وراءها بالرغم عنه ولا يعرف لماذا ينصاع لأوامر قلبه قائلا لها بهمس : نعم …..
تضرج وجهها بحمرة الخجل وهمست له باضطراب : إحنا هنفضل كده فى العتمه كتير ،، ولا إيه ،، تناول من يدها باقى عبوة أعواد الثقاب ،، وألقى به على الأرض فارتبكت أكتر ،
فهمس أمام وجهها قائلا لها : أنا مش عايز ضوء فى المكان ،، إنتى مش بتقولى النهارده عيد ميلادى .
فقالت له بقلق : أيوة …. بس ….!!! فانحنى عليها هامسا بجوار أذنها : بس ….. إيه ….ولا تكونى خايفه من الضلمه ولا خايفه منى ،، فأغمضت عينيها لعلها تتمالك مشاعرها أمام همساته لها قائله بتوتر : لا ….لا مش خايفه ،، أنا بس ….. قاطعها بوضع شفتيه على شفتيها يقبلها بكل ما يحمله قلبه من مشاعر متجهه إليها ،، وضمها إليه بقوه بين ذراعيه ،، فانسابت مشاعرها الحبيسة داخل جنبات قلبها .
وضمته إليها هى الأخرى بذراعيها رغم تفاجئها بهذه المشاعر المتدفقه من جانبه لها .
شعر آسر أن هذا اليوم هو أجمل يوم مر به فى حياته ،، مع المعاناة التى مر بها فى حياته .
ابتعد عن شفتيها قليلا تشعر بأنفاسه اللاهثه أمام شفتيها فارتجف قلبيهما معا فى تناغم موسيقى .
فهمس لها قائلا : ها …. خايفه دلوقتى ؛؛ فابتلعت ريقها بصعوبه قائله له : لا مش خايفه خلاص .
حدق آسر بها فى وسط هذا الظلام الدامس ،، قائلا لها بهمس خبيث : وليه مش خايفه دلوقتى بقى ،،  فاضطربت مشاعرها مع ارتجاف قلبها ولا تعرف بأى شىء تجيب تساؤله .
فهمست قائله بارتباك : مش عارفه …..لكن كل اللى أعرفه إنى مش حاسه بأى خوف دلوقتى .
قالتها وازداد إحمرار وجهها وحمدت ربها بأنه لا يرى وجهها فى هذا الظلام .
فقربها إلى صدره ،، بقوه أكبر فتلاحقت أنفاسهما المختلطه قائلا لها بمكر : بس أنا بقى عارف .
فجف حلقها كأنه بهذا يفضح مشاعرها الواضحه له أمامه .
وقبل أن تتحدث أضاء فجأه المكان بضوء خافت ؛؛ فابتسم فى وجهها ؛؛ ابتسامة جذابه ،، جعلتها تحدق فى عينيه ،، ولا تريد أن تتركه أبدا ،، ونسيت ما مرت به معه من عذاب .
قرأ آسر مشاعرها الحبيسة فى عينيها واختلج قلبه من نظراتها التى تخترق قلبه الآن ،، فتمسك بيديها بين يديه قائلا لها بهمس: حلوه الاضاءه الخفيفه دى .
فهمست له : عجبتك ….!! فابتسم قائلا لها : آه عجبتنى كتير ؛؛  فأخذته شذا من يده بصمت .
فانصاع خلفها لا يعرف لماذا ،، لا يعارضها ،، ولا ينفعل فى وجهها كعادته معها .
اتسعت عينيه بذهول عندما رأى منضدة دائريه ،، موجود فى منتصفها ،، طبق من الحلوى دائرى الشكل مكون من ثلاث طبقات .
وبجواره أطباق أخرى من الحلويات الشرقيه شهية الطعم ،، وبعض أكواب من العصير الطازج ،، وبصحبتها العديد من الشموع اللائقة على هذا الأحتفال  وعلى حافة المنضده بعض الهدايا القيمه .
فقال بصدمه وذهول :  كل ده علشاني أنا فابتسمت قائله له : طبعا يا آسر ،، النهارده يوم مميز عندك .
تنهد قائلا لها بحزن : بس تصدقى أنا ما بفتكره ولا أفتكر آخر مرة احتفلت بيه كان إمتى .
تعاطفت معه قائله له بحنان : بس أنا بقى افتكرته ،، ….وفجأه جاء يرد عليها رن جرس هاتفه فانعقد حاجبيه قائلا لها : ثوانى هشوف التليفون ده وتركها وذهب إلى مكتبه .
شعرت شذا بالحزن من تركه إياها هكذا ،، لكنه لم يعطى فرصه لدموعها لكى تهبط من عينيها .
فجاء ووقف أمامها قائلا لها مبتسما : ها كنتى بتقولى إيه .
فقالت له بهدوء حزين : أبدا يا آسر ،، حدق آسر فى وجهها وتمالك أعصابه قائلا لها بضيق مكتوم : ممكن أعرف إيه اللى غيرك كده ،، تمالكت هى الأخرى أعصابها متذكرة كلمات نور لها أن تضع حبها له فوق كل شىء وأن تدافع عنه مهما كان قاسيا فى كلامه معها فقالت له بسرعه قبل أن يغضب : أبدا مفيش حاجه ،، ولكى تؤكد له ذلك ،، جذبته من يده ناحية المنضده باتجاه طبق الحلوى قائله له : يالا تعالى نطفى الشمع اللى فى التورته .
فقال لها بهدوء : بس مش هطفيها لوحدى .
ابتسمت قائله له : اتفقنا يالا بقى .
انحنوا هما الأثنين ناحية طبق الحلوى وهو يتمسك بيدها فى يده ونفث الأثنين فى الشموع ،، فتلاقت نظراتهم بعد ،، إطفاءهم للشموع .
فى لحظة صمت كبيرة تتحدث عن نفسها ،، قاطعتها هى بارتباك قائله له : كل سنه وانت طيب يا آسر فابتسم برقه قائلا لها : وانتى طيبه يا شذا ،، ثم غمز لها بعينه مردفا : تعالى نقطعها سوا ،، فهزت رأسها بالموافقه ،، فتناول آسر السكين الموجود بجوارها وتناول يد زوجته فى يده مبتسما وأخذ يقطع لها من طبق الحلوى .
وتناول قطعه صغيره ووضعها بفمها فابتسمت له بابتسامة صافيه وتناولت هى الاخرى قطعه صغيرة ووضعتها فى فمه وهو ينحنى عليها وقلبها يرتجف .
لكن آسر لم يترك يدها فى هذه اللحظه وتمسك بيدها فارجفت يدها بين يديه .
ووضع ذراعه الآخر حول خصرها وضمها إلى صدره وفى هذه اللحظه .
انسابت فى المكان موسيقى هادئه ،، فتناولها بين ذراعيه وأخذ يراقصها ؛؛ فذابت بين ذراعيه ووضعت رأسها على صدره تستمع إلى دقات قلبه المتسارعه .
شعرت بالامان بين هذين الذراعين القويين وقالت عيونهما الكثير والكثير .
وانفصلا عن كل ما حولهما ،، ولم يتحدثا فى أى شىءولكن تحدثت عيونهم وقلوبهم بهمسات رقيقه تعجز عنها الألسن وأن تصفها الكلمات  .
مر ثلاثة أسابيع على هذا الموقف ولم ينساه آسر ولا شذا ،، وقلل آسر من عصبيته عليها سواء فى عملها او فى حجرتهما وكان كثيرا مايلاحظها وهى تضع يدها على بطنها مبتسمه أو متألمه فيسألها فاتتهرب منه ويشعر منها بالغيظ دون أن يعنفها .
وجاء يوم لاحظ تعب على وجهها وهى تجلس فى فراشها مع وضع يدها على بطنها فسألها باهتمام : ممكن أعرف مالها بطنك ،، شكلك تعبان بسببها .
فرفعت يدها من على بطنها بسرعه قائله له : مفيش حاجه يا آسر ما تكبرش الموضوع
فقال لها بضيق غاضب : إزاى يعنى ما كبروش وانا ملاحظ تعبك ،، لو إنتى تعبانه قوليلى وانا أجيبلك دكتور هنا دلوقتى .
ابتسمت له باضطراب قائله له بسرعه : منا قولتلك مش تعبانه أنا كويسه أهوه ،، ولو كنت تعبانه فعلا كنت طلبت منك تجيبلى دكتور
زفر بانفعال قائلا لها بغضب : ماشى يا شذا ،، براحتك مش هجبرك بس لوطلع انه فيه حاجه وخبتيها عنى مش هسكت وانتى عارفانى كويس ،، وعارفه عصبيتى .
اضطربت شذا لتهديده وحدقت به بقلق قائله لنفسها بخوف : ياريت يا آسر قادرة أأقولك لكن غصب عنى أنا آسفه ،، مش قادرة أبلغك بأجمل خبر بس خوفى وقلقى منك هوا السبب ثم تنهدت بحزن وألم وهى تراه غاضبا تاركا لها الغرفه  وهو غاضب ومنفعل .

سافر آسر إلى الغردقه لمتابعة مشروعه الجديد بعدها بأسبوع من هذا الموقف ،، فحزنت شذا لفراقه ،، وكانت نور هى من تهون عليها الكثير من الأمور وخاصة بسبب حملها وبطنها التى تزداد حجمها يوميا وكان آسر يطمئن عليها كل يوم  ،، ويحدثها فى الهاتف ، فكانت ترتاح أعصابها كثيرا عندما تستمع إليه ولصوته التى كانت تشتاق إليه  .
مر على سفر آسر أكثر من أسبوعين ولم يعد  بعد إلى القاهره .
وحدث أمر ما رهيب جعل شذا تقرر الهرب فجأه من الفيلا والخروج من حياة آسر بدون رجعه .
أخذت قرارها هذا ولم تتحدث مع نور هذه المره خوفا من أن تضعف أمامها وتعدل عن قرارها قائله لنفسها بحزن عميق ودموعها تنهمر : خلاص يا آسر أنا لازم أطلع من حياتك وللأبد ،، مادام مش بتحبنى ومادام ،، حبى ليك من طرف واحد ،، سامحنى مش قادرة أتحمل أكتر من كده .
أنا مش هشحت منك ،، حبك ليه ؛؛ أنا خلاص يا آسر ،، حاسه إنى فى حرب وأنا لوحدى إللى خسرانه  .
،، ورغم كده هيفضلى ذكرى جميله منك وهما ولادى اللى هما لسه فى علم الغيب ،، بس هيفضلوا هما قطعه منك ومنى وهما أحسن هدية من ربنا ومنك يا آسر ؛؛ آسر أنا مش متخيله إنى هطلع بره حياتك ،، بس خلاص تعبت ومش قادره أتحمل أكتر من كده ؛؛ أنا اللى هسيبك قبل ما ييجى الوقت وتسيبنى إنت ،، ووضعت يدها على بطنها كأن أولادها هم من يستمعون إليها متابعه بصوت مسموع يملؤه الوجع : أنا آسفه ان هجيبكم للدنيا وبدون ما تشوفوه ولا يعرف عنكم حاجه ،، سامحونى حبايبى غصب عنى سامحونى .
وفى هذه الليله قررت أن تهرب من الباب الخلفى من الفيلا واستعدت لذلك وهي تشعر بتعب شديد والمغص يشتد عليها رغم حملها هكذا فى ثلاثة أشهر ودخولها فى بداية الشهر الرابع ،، لكن نفسيتها المتعبه هى من ساعدت على تعبها الشديد هذا ،، وهربت بالفعل فى وقت متأخر من الليل وحملت معها هاتفها وبعض من ثيابها ،، وهرولت مبتعده بشكلها المذرى من تعبها الشديد ونفسيتها المحطمه من أجل حب ضائع .
وأخذت تهرول وتجرى بدون أن تعرف إلى أين تذهب وخصوصا أن أعداد الماره بدأوا فى القله فانزعجت وخافت .
وأثناء سيرها بسرعه وخطواتها المتعثرة المتسرعه  ووضع يدها على بطنها وإمساكها جيدا لها .
وقعت شذا فجأه على الأرض عند سماع صوت بوق سيارة أحد الأشخاص مسرعه فى إتجاهها محدثة صريرا عاليا لكى يتفاداها وأن لا يصطدم بها .
فهبط هذا الشخص بسرعه من سيارته بعد أن أوقفها مسرعا ،، متجها إليها وهى مغشيا عليها من الصدمه .
فاقترب منها مسرعا وانحنى ليتفحص وجهها فاتسعت عينيه بذهول قائلا لنفسه بصدمه : شذذذا
اتمنى تعجبكم وتقولوا رأيكم فيها وممنوع كلمة تم أو م
مع تحياتى
يمنى عبدالمنعم

رواية مطلوب سواق خصوصى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن