الثانية - ما كان ع البال

224 8 6
                                    

ما ان جلس علي الطاولة التي اختارها حتي وجد نفسه يسرح ولكنه هذه المرة ليس فيمن خانته وكسرت فؤاده كما حدث من قبل ولكنه هذه المرة وجد نفسه مع من يراها امامه ... لم تكن منتبه اليه عندما اتي فهيا لاتزال حالمة بين دفترها وقلمها وما تخطه فيه من خواطر لا تعلم من اين تاتيها ولكنها تعلم انها تخرج عن طريقها ما يجول في راسها من افكار قد تجعلها تستريح منما هيا محملة به من ضغوطات وعواقب لما حدث لها بعد جرحها وجرح قلبها ...

كان يجذبه منظرها وهيا غير مبالية به ... غير واعية لما يحدث حولها ومن يكون قد اتي ليقتحم عليها محرابها الا انه اخذ بتلك الاشياء التي تخفيها عن العالم وعن من حولها ... اخذ يجول بنظره المكان لم يجد سواها ... ليس امامها غير دفترها الصغير وهذا القلم الذي تكتب به وفنجان قهوة واضح من معالم بقاياه انه امامها منذ فترة طويله ولم تنهيه ...

كان يحدق بها من خلال نظارته الشمسية التي تخفي عيناه بالكامل فلا يستطيع من ينظر اليه ان يعرف الي اين هو ينظر ... ولكن ما جعله يستغرب هو عدم فهمه لماذا انتبه اليها سريعا هكذا ... هل للهدوء الذي يعم المكان وبعده عن الزحام ام لانه لم يتوقع ان يري احدا في هذا المكان الذي يعتبر من الاماكن البعيدة بالنادي والذي من منظره العام يدل علي ان ليس هناك قدما تدوسه من قبل ... ام لانه غير معتاد علي عدم لفت الانتباه عندما يدخل اي مكان ... فكيف لا وهو معروف ومشهور ... اخذ يدقق فيما هيا تسطره لم يفهم تفسيرا لما يحاول ان يفعله ولكنه استمر علي هذا المنوال عله يعرف ماذا تكتب ومنه يعرف لما هيا بهذا المكان بالذات ... ولكن ما من جدوي فكل الطرق لمعرفة ما تدونه لم تاتي ثمارها ... ليجد نفسه حائرا مستسلما لفكرة واحدة تجول بخاطره ... من هذه ...

باسل : " مين هيدي البنت ... وايش اللي مخليها قاعدة بهالمكان وبعيدة هيك عن الناس ... اكيد جواتها سر كبير ... لكن شو دخلي انا شو نسيت اللي حكيته لجاسر والا رجعت فيه واول ما اتطلعت ببنت حواء نسيت كل اللي صار ... لا مو ممكن انسي انت مانك حمل شي خبطة تانية بيكفي اللي صارلك من الاولي وحمدت ربك انها عدت عخير ... مانك حمل شي خبطة تانية هيدي المرة راح تكون القاضية لالك ... "

ليلمح من تقترب منها بملامح صارمة اخذ يتطلع فيها وهو يحاول معرفة من هذه ولما هيا اتية باندفاع هكذا عليها ... ولكنه هذه المرة لم يبذل اي مجهود حتي يستمع لما سيقال فهذه السيدة وبدون اي اعتبارات كانت تتحدث باعلي الاصوات لدرجة اعتقد معها ان كل من بالنادي قد سمعها وان هذه الفتاة الغامضة قد فزعت منها ...

....... : انتي هنا وانا قالبة النادي كله عليكي ....

.......: ايه في ايه ... خضتيني ...

........ : وكمان بتقولي في ايه ... يعني من امبارح والحرب العالمية شغالة في البيت بسببك وانتي ولا كأن حد كلمك ولا في ناس عايشة معاكي وبرضو قمتي من النوم وجيتي علي هنا مع انك عارفة اللي هيحصل ...

آسرتنى ( Complete )✅✅✅✅✅ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن