ما ان سمعت تلك الكلمة منه ... حتي اندفعت فيه دون مراعاة لاي شئ حتي اختها ... لم تتمالك نفسها لتنطلق دون ان تعطيه فرصة للرد عليها ...
ميرا : اتجننت ... لا يا حبيبي انت اللي مجنون وفاكر الناس كلها زيك ... وعلي فكرة انا لو مجنونة زي ما بتقول كنت عملت اللي مايتعملش معاك ومن زمان بس الظاهر انك فهمتني غلط وفكرت سكوتي دليل ضعفي بس ما دامك بتقول اني مجنونة بيقا انت اللي جيبته لنفسك ...
محمود : انتي ...
ميرا : انت ما تتكلمش واسمعني كويس من بكرة انا هاجي الشركة ومعايا المحاسب بتاعي وهو اللي هيتولي مراجعة كل الاوراق والدفاتر ويعرف نصيبي اللي بقالك سنين عمال تنهب فيه لوحدك دا وهنشوف مين ساعتها اللي هيرفع الراية البيضاء ...
محمود : محاسب ... بقولك انتي ...
ميرا " مقاطعتا " : لا تقولي ولا تعادلي ... من بكرة الصبح هتلاقيني عندك في الشركة ومفيش كلام بينا بعد كدا ...
لتغلق التليفون بينهما دون ان تعطيه فرصة يرد عليها ... ظل متجمدا مكانه فترة لا يعرف مقدارها ولكن ما كان يعرفه جيدا ان كل ما فعله طوال سنوات سيذهب في مهب الريح ...
محمود : " لا وحياة الغالين واللي اكيد انتي مش منهم ما هتنوليها ... هاتي محاسب ... هاتي اتنين ... هاتي اللي تجبيه وريني هتوصلي ايه ... ولا مليم هتطوليه وهتشوفي يا ميرا ... ان ما كسرتي منخيرك اللي طالعالي بيها السماء دي مابقاش انا محمود .... "
لينادي باعلي صوته علي ميار ...
محمود : ميار ... انتي يا ست ياللي هنا ...
لتاتيه مسرعتا وهي تنهج ...
ميار : ايه في ايه ... حصل حاجة ...
محمود : هو الواحد لما ينادي علي مراته يبقي ليه يا فالحة ...
ميار : يعني فيه حاجات كتير ممكن يكون عايزها فيها ... ايه فيهم بقا ...
محمود : طول عمرك غبية ومابتفهميش ... بقالنا قد ايه متجوزين وبرضو ما بتفهميش منك لنفسك لازم انا اللي اقول وانا اللي اعمل وانتي زي لوح التلج ...
ليقف متجها الي الخارج ... ولكنها استوقفته ...
ميار : محمود هو في ايه بس ... فهمني ايه اللي حصل عشان تتعصب وتتنرفز بالشكل دا ...
محمود : لا هفهمك ولا عايزك من اصلو ... اوعي من وشي كدا... الرجالة كلها حظهم حلو الا انا حظي طلع في بطيخة قرعة ... اوعي كدا ...
ليدفعها عنه ويتجه الي الخارج لترتمي هي مكانها علي الارض لتدخل في نوبه من البكاء ليس علي ما فعل ولكن علي حالها لتجد نفسها تتذكر كلمات اختها وما قالته لها من قبل وكانت هي من اشد المعارضين لها ... لتتحسر اكثر علي ما فعلته في نفسها فهي التي تنازلت من البداية ... تنازلت عن كل شئ لدرجة جعلته يعاملها بلامبالاة وعدم احترام كما يفعل دائما ... ظلت تبكي ولا تعرف كيف تتصرف هل ترضي عن حالها هكذا وعندما ياتي تتعامل معه كأن شيئا لم يحدث ام ان الاوان قد ان لها ان تتاخذ موقفا معه حتي يعرف من هي وكيف يتعامل معها كما يجب ...