اكمل الطريق معها دون النظر الي محمود مرة اخري فقد اكتفي بما فعل وبما قال حتي الان ... اما محمود فقد ظل مكانه محاولا ان يفهم وان يجعل عقله يفكر فيما حدث امامه حتي يعرف كيف يتصرف مع هذا الذي لم يكن يعلم بوجوده في حياتها من قبل ... كان اكثر ما يثير غضبه ويشل عقله فكرة انه كان قادما اليها حتي يعترف لها بسره الدفين والذي لم يتخيل ان ياتي يوما عليه ليعلنه ويخرجه من بين طيات صدره ... كان قادما حتي يعلن عنما لم يستطع ان يعلنه من قبل ... كيف وهو كان مندمجا حواره معها ليجد هذا الباسل امامه منقضا عليه كالاسد ... ليجعله لا يعرف ما يقول او ما يفعل معه وهو يطلق عليه رصاص من الكلمات بكل قوته دون ان يعطيه فرصة للتفكير فيما يريد ...
محمود : " طلعتلي منيننننننننن انت كمان ... ايه اخلص من ايهاب تطلعي انت ... لا مش ممكن حظي النحس دا ... ايه محجبه ... يعني اتكلم معاكي في كل حاجة ولحد دي ماعرفش اتكلم علي طول واقعد الف وادور وبعديها يظهرلي اللي يلجمني ويخليني مش شايف قدامي ... لكن لا انسي مش ممكن هسمح بكدا ولا يمكن تتجوزيه ولو فيها موته ... " لتجتحظ عيناه فجاءة " ... ايوة موته اللي هيقف بيني وبينك اخرته الموت قبل ما يطول شعرة منك ... خلاص لما اشوف يا سي باسل هتعرف تعمل ايه ... مش اتحديتني وريني هتعمل ايه ... "
ليفيق علي رنين جواله ...
محمود : ايوة ...
ميار : انت فين كل دا ...
محمود : يا سلام وانتي مالك ...
ميار : مالي ... لا دا مالي ومالي ونص كمان ولو ما قولتليش انت فين دلوقتي وحياة رحمة بابا هترجع ما هتلاقيني في البيت ...
محمود : هههههههه ... انتي بتتكلمي جد ... " كان قد استعدل في جلسته مثل الذي لا يهمه ما يسمعه منها " ... طب لو تقدري اعمليها ...
ميار : ايه انت فاكرني بتكلم وخلاص ... لا يا حبيبي القطة الشيرازي اللي انت كنت فاكرها مالهاش ظوافر لا خلاص طلعلها ظوافر وبقت تعرف تخربش كويس اوي ... ولو علي الكلام انا قده... ها عايز تجرب ...
ليعتدل مرة اخري بعد ان احس في نبرتها بشئ جديد غير المعتاد منها اليه ...
محمود : طب خلاص انا جاي ... سلام ...
ليغلق معها التليفون ويقوم مسرعا الي سيارته لينطلق الي حيث ميار حتي يفهم ما يحدث معها دون افتعال مشكل فما احسه ووصل اليه من صوتها جعله يحس بتغير جذري فيها ولكن ما سببه الان ...
محمود : " ما انا كنت ناقصك انت كمان ... مش كفاية اختك والمصيبة اللي معاها ... جاية انت كمان تكملي عليا ...بس ماشي اخلص منه الاول وبعديها افضالك ... "
كانت ميرا وباسل لازالا يتمشيان حتي يوصلها الي بيتها لكنها حتي وهي معه كانت تحس بتلك النظرات التي ترقبها كظلها لا تعرف لما يتملكها هذا الاحساس ولكنها وعلي الرغم من محاولاتها تجنبه كثيرا حتي لا تلفت انتباه اليها فقد تعمدت منذ ان خرجا سويا من الكوفي شوب ان تتفادي الكلام معه الا انها لم تقوي علي تحمل هذا الاحساس بانها مراقبة ... لتقف فجاءة دون اي كلمة تتلفت حولها ...