الثامنة - ومن الحب ما قتل

110 4 4
                                    

اخذت تنظر الي التليفون وهيا غير مصدقة ما قاله لها الا انها لم تجد براسها غير كلمات واضحة ولابد ان تجد طريقة لكي تصلها اليه حتي تحدد شكلا جديدا للعلاقة بينهما ...

ميرا : " ايوة مش ممكن اسمحله يتكلم وياخد راحته اوي كدا وخصوصا لو كلامه يخص بابا ... هو لازم يفهم ان بابا عندي قبله ولو مش هيحترمه زي ما المفروض منه يبقا خلاص ... كل واحد فينا يروح في طريقه ... "

وبالفعل لم تجد وسيله اسرع من رسالة عاجلة بالموبايل ... لتكتب له ماتريده ان يفهمه حتي لا يتكرر ما فعله مرة اخري ... وارسلت له وانتظرت بعدها ... لم تخرج من غرفتها حتي تتلقي رده ... مرت ساعات عليها لم تشعر بها من كثرة قلقها وتفكيرها فيما فعله حينما رائ رسالتها ... هل تتضايق ام تفهم موقفها فكيف لها ان تبدي ايا كان علي والدها الذي افني حياته من اجلها هيا واختها ... لم تري والدتها لتحرم منها في سن صغيرة وليكن والدها هو ملاذها وملجائها فيما تحتاج ووقتما تشاء ... لم يجعل شيئا يقف بينه وبينها ... نسي نفسه ونسي احتياجاته الشخصية ليعيش من اجل اسعادها هيا واختها ... فكيف بعد كل هذا ان تقابل هذه التضحيات بالنكران وعدم اللامبالاة ... لا تستطيع ان تتخيل نفسها بعيدة عن والدها او ان ياخذها ايا كان منه او يجعلها تختار بينه وبين والدها ... كانت رسالتها تحمل كل ما بداخلها ...

ميرا : "لو فاكرني باعتلك الرسالة دي عشان اعتذرلك عن اللي قلته في التليفون ... فاحب اقولك انك غلطان وعلي فكرة دي مش اول مرة تغلط فيها انت غلطت كتير بس انا اللي ماكنتش بدقق كتير ... لكن خلاص من النهاردة مش هسكت عارف ليه لانك اتعديت كل الحدود وكل الخطوط الحمراء ... ولو فكرت انك ممكن تحطني في موقف اختيار ... صدقني انت اللي خسران لاني مش ممكن اقابل تضحيات عظيمة من رجل عظيم بنكران وعدم تقدير ... انا مش هتكلم كتير انا بس هطلب منك طلب واحد انك تحط نفسك مكاني وقولي لو كنت اتيتمت وانت في سن صغيرة وابوك رفض كل انواع المتع والاغرائات اللي اتعرضت عليه عشان يكون جنبك انت ويختارك انت ويبديك علي نفسه ... ساعتها لو انا جيت وقلتلك الكلام اللي انت قولتهولي كنت هتعمل ايه ... لما تعرف الاجابة هتعرف اللي انا عايزاك تفهمه ... وعايزاك تفهم كمان اني لو ظلمته دلوقتي هيجيي اليوم اللي اظلمك انت كمان فيه ..."

وما ان ارسلتها ظلت تنتظر ان يجيبها ولكن ما من مجيب ... لتجد نفسها تستسلم للنوم بعد طول انتظار ولا رد نهائيا منه ... لتظل المقاطعة بينهما اياما لا تعرف فيها عنه شيئا ... فقط قطع كل وسيلة يمكن ان تصلها به ... حتي آتي يوما كانت تتغداء مع والدها كالعادة لتجد جرس الباب يرن قامت مسرعة لتفتح الباب وما ان فتحته حتي وجدته امامها بعد مقاطعه استمرت اكثر من عشرين يوما لا تعلم عنه فيها شيئا فقط وجدته امامها ... اخذت تنظر اليه باستغراب لا تعرف ماذا تفعل ... هل تبتسم له ام تعبس ... هل تحدثه ام تكتفي بالصمت ... اما هو فلم ينتظر ردة فعل منها فهو يعلم جيدا انها لن تتفاعل معه ... لتجده يدخل دون ان يوجه لها اي كلمة ليتجه مباشرتا حيث والدها جالسا ... لتجده يقترب منه وينحني امامه ليقبل يده ويعتذر له ويطلب الغفران عنما بدر منه ويحاوره في تحديد ميعاد الزفاف ...

آسرتنى ( Complete )✅✅✅✅✅ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن