كانا لايزالان علي وضعيهما علي الارض خلف الباب ... راسه علي صدرها وهي تضمها اليه بقوة حتي يهدئ ويخرج ما بداخله ... لم تكن تعرف لما كل هذا البكاء الذي تراه لاول مرة منه منذ ان تزواجا... فهي تعرف عنه الصلابة وقوة التحمل حتي انها شكت في بعض الاحيان انه باع قلبه ووضع مكانه مضخة لضخ الدم لجسده وعقله فقط اما المشاعر والاحاسيس فقط محاها من قاموسه ...
لم تحاول ان تتكلم معه فقط تركته حتي هدئ تماما وعاد يتنفس بطبيعته ...
ميار : هديت خلاص ...
ليرفع راسه عنها ويقف ويوقفها معه ... ليتجه بعد ذلك الي مكتبه ويجلس عليه وهي خلفه لتجلس علي احدي الكراسي لتكون مواجهة له ...
محمود : ايوة ...
ميار : طب ممكن افهم ليه كل دا ... ليه حابس كل دا جواك ومش عايز حد يشاركك فيه حتي انا...
محمود : لان في حاجات ما ينفعش حد يشاركك فيها ...
ميار : حتي انا ...
محمود : حتي انتي وخصوصا انتي ...
ميار : وخصوصا انا ... طب ليه لو انا مش ابقي جنبك في كل حاجة مين اللي يبقي جنبك ...
محمود : ميار انا فاهم اللي تقصديه ... بس انتي حاطه نفسك في قالب واحد ... انك مراتي وبس والرجل مننا ساعات بيبقي عايز مراته تكونله كل حاجة ... امه واخته وحبيبته ... كل حاجة ...
ميار : مش لما هو يساعدها الاول ...
محمود : الحاجات دي مش محتاجة مساعدة ... قولك ايه بس ... دا انتي حتي دور الزوجة مش عارفة تعمليه صح ...
ميار : كل دا شايلة جواك وساكت ... طب ما دامني مش عاجبة كدا ... ما تطلقني وترتاح ...
محمود : اطلقك ... اصل الحكاية سهلة اوي كدا ...
ميار : وايه صعوبتها ...
محمود : يعني انتي كمان مش شايفة ايه صعوبتها ... الاولاد اللي ما بينا دول ذنبهم ايه ...
ميار : الولاد دول انا هعرف اربيهم وعلمهم كويس بيك او من غيرك ... هوصلهم لبر الامان ... يعني مش مشكلة ...
محمود : لو انتي دلوقتي بتقولي كدا لما تبقي لوحدك هتغرقي وهتطلبي النجدة مني ...
ميار : ما تخافش مش هغرق وهعرف اتصرف ... وحتي لو فرضنا وغرقت زي ما بتقول ... مش هطلب مساعدتك ... عارف ليه ...
محمود : ليه ... عشان ما تبانيش ضعيفة ومش قادرة تعملي حاجة من غيري ...
ميار : لا يا حبيبي ... لانك انت من الاول ما كنتش عايزهم وما كنتش عايز ولادك يكونوا مني انا ... وبعدين يعني انت بتسال فيهم وانت معايا عشان تسال عنهم وانت مش معايا ...
محمود : مين اللي قالك كدا ... ايه بتضربي الودع ...
ميار : لا بس بفهم وبحس من اللي بشوفه قدامي ... انت لو كنت بتحبني انا كنت يمكن عذرتك في معاملتك اللي بتعاملني بيها دي ... وكنت قلت فترة وهتعدي لكن انت لا بتحبني ولا عمرك حبتني ... اللي جواك ومعششه في قلبك واحدة تانية غيري والمصيبة انك عارف انك عمرك ما هتوصلها حتي لو طلقتني او فضلت معايا ... مش هترضي بيك ابدا ... فعشان كدا انت رافض تطلقني وتريح نفسك وتريحني من العذاب اللي احنا الاتنين بنجني بيه علي نفسنا وعلي ولادنا قبلنا ... بس عارف... لو فكرت صح هتلاقي ان الاحسن لولادنا يعيشوا معانا واحنا منفصلين عن انهم يكونوا معانا واحنا مش طايقين بعض ...