الثانية والعشرون - ميرا واعترافها العلني

165 3 3
                                    

كانت تتحدث وهي في قمة التعصب ... لدرجة جعلتها تفقد تحكمها بمشاعرها واحاسيسها ... لم تتمالك معها نفسها لتخرج ما كانت تحاول الا تخرجه وتهربت منه حتي لا يعرف ما تحس به معه ...
ميرا " ببوادر بكاء حابستا اياه حتي لا تضعف " : ازاي عايزنا نتجوز واحنا ما حدش فينا فاهم مشاعره ناحية التاني ... ازاي عايزني اكون جنبك وانا جوايا مشاعر مش فهماها ومش عارفة احددلها هوية ... انت بنفسك قولت انك لما بتبقي جنبي مابتبقاش فاهم نفسك وبتتلغبط ... انا بقي انيل منك ... انت لما بتكون جنبي ماببقاش شايفة ولا حاسة بحاجة غيرك ... بتغير وببقي مش انا... كاني بتحول لواحدة تانية غيري انا اللي دايما رافضة استسلم الست وخضوها للرجل مهما كان... عقلي بيتشل وبيخليني انفذ كلامك من غير ما حس ولا فكر فيه ... من غير ما عارضك ...  ودا كله ضدي وضد طبيعتي ... " لتنهمر دموعها وهي مستمرة في كلامها ولكن بنبرة تدل علي قوة مشاعر ليس موجودة في هذا الزمان " ... حتي وانت بعيد عني مستحوذ عليا مش سامحلي افكر في حاجة تانية غيرك ... مش مخليني اشوف حاجة غير عيونك ... حتي في احلامي مش سايبني في حالي... وتقولي نتجوز ... حرام عليك ... حرام ...     
كان يستمع الي ما تقوله دون ان يبادلها الرد ... ظل ينتظر حتي تنتهي منما تقوله ليبداء هو في اخذ دوره في الرد عليها ... ولكنه تفاجاء بها ما ان انتهت حتي ارتمت علي الكنبة التي تجلس عليها وهي تبكي ... بكاء حرقة لضعفها امامه واعلانها مالم تكن تريد ان تعلنه وغضب من عدم قدرتها علي التوقف عندما حان الوقت لهذا ...  كانت تريد ان تتوقف اكثر من مرة ولكنها لم تستطع ... كانت كلما ارادت ان تسكت وان تغلق فمها حتي لا تكمل ما كانت منطلقة في قوله ولكنها كانت كالعاجزة ... عقلها اعلن رافضه الخضوع لامرها واعلن عدم استطاعته تنفيذ ما تريد ... 
ما ان رائها هكذا حتي قام من مكانه وجلس بجوارها ... كان لا يعرف ما يريد فعله فهو وعلي الرغم منما يحس به الان ومنما يريد ان يفعله ... خائف ... خائف ان تفهمه غلط او ان تعتقد انه يستغل الموقف لصالحه ...
باسل : " يا الله ... شو بعمل معها هلا ... بخاف منكي اكتر من حي الله حدا تاني ... بدي اساعدك واكون حدك لكن مو قادر ... بعرف هالراس اللي عندك كيف بتفكر خصوصي وانتي متلي لكن انا رجل وراح تفكري فيني بالعاطل متل اللي بيصير وقت نحكي سواء ... "
كان صوت بكائها كالنيران التي تلهب قلبه وتشعله ليجد نفسه لا يقوي علي التماسك امامها اكثر من ذلك متحديا تفكيرها فيه وفيما ممكن ان تشك ... ليجد نفسه يحنو عليها مادا يده الي راسها التي ما ان لمسها بأنامله حتي انتفضت من مكانها لتلتفت اليه بسرعة ... وما ان راي وجهها وهو يكسوه الدموع التي تنهمر كالسيول دون توقف ... ليفزع من منظرها هذا ... ليمد يداه اليها محتضنا راسها بين راحتيه ... ليماسح دموعها وهو يهديها باصابعه ...
باسل " بمنتهي الحنية " : اشششششش ... خلاص ليش كل هالبكاء ... ما صار شي ...      
ميرا " وهي في منتهي الاستسلام " : لا حصل ... وما تعملش نفسك ما سمعتش ولا فهمتش ...
باسل : لا سمعت وفهمت لكن ليش البكاء ... هيدا اللي بدي افهمه ...
ميرا : عشان اللي سمعته واللي فهمته ... عشان كشفت نفسي ... خرجت من جوايا حاجات ما كانش لازم تخرج ولا حد يعرفها ... ببساطة عريت نفسي قدامك ...
باسل : عريتيها وانا بغطيها ... لكن كيف تحكيني حدا ... هيك بتعتبريني ... حدا ...
ميرا " وهي تقاوم ضحكتها " : باسل ما تستهبلش انت فاهم ...
باسل : لكن ليش عم تكتميها للضحكة ... يلا اضحكي ... مشان الله تضحكي ...
لتبتسم وما ان ابتسمت حتي لم يشعر بما يفعل الا وهو يضمها اليه وهي بين احضانه ... لم ياخذ اكثر من ثانية حتي تدارك الموقف سريعا ليبعدها عنه مسرعا وهو يبتسم حتي يمتص ما يمكن ان يحدث منها ...
باسل : وهلا بعد ما ضحكتي ... فيكي تقولي موافقة او لا ...
ميرا : يعني المحاضرة الطويلة العريضة اللي لسة مسمعهالك دي ومستني رد ...
باسل : خلاص بكرة الصبح ...
ميرا " بضحك " : قصدك النهاردة بعد كام ساعة ...
باسل : ايه صح ... راح انزل هلا وبفوت عليكي عحداشر هيك تنفذ المطلوب ...
ميرا : تقصد اننا ...
باسل : بعرف انك ما راح تصدقي لكن بوعدك ما شي بيصير الا لما تقولي بالاول ...
ميرا : يعني ايه ...
باسل : ميرا لو قضيناها هيك ما راح امشي من هون ولا انتي راح تنامي ... خلي كل شي بدك تسألي فيه حديت الصبح ... اوك...
ميرا : اوك ... بس انا لازم اقول لاختي ...
باسل : لا خليها مفاجاءة ... مانك رايحة لمحمود ...
ميرا : ايه ... 
باسل : شو هي صيرتي تحكي متلي من هلا ...
ميرا : يوةةةةةةة لخبطني ... قصدي ايوة ...
باسل : خلاص بتحكيها لاختك انها تكون هونيك وقت نروح سواء لعنده ...
ميرا : تصدق هنجننهم ...
باسل : يا ريتها توقف عالجنان ... خصوصي مع محمود ...
ميرا : باسل بجد انت لازم تنزل دلوقتي ... لانك لو استنيت شويه كمان مش هعتقك لحد ما تجاوب علي الاسئلة اللي قد كدا في راسي...
باسل : لا حبيبي ... انا خلاص ميت تنام ...
استمعت للكلمة التي خرجت منه دون ان يشعر بها ... لتنظر اليه نظرة لم يجد نفسه امامها غير وهو ملقي علي الارض امامها لتنهمر في الضحك عليه وهي تحاول ان تمسكه حتي يقف مرة اخري ولكن ضحكها وضحكه معا علي ما حدث جعل قواهما تضعف لتقع هي الاخري بجواره ليحاول الامساك بها قبل ان تصطدم بالارض لتتقابل اعينهما ولاول مرة عن قرب ...
كان ينظر الي عيناها بقوة تسحب الانفاس كالذي يبحث فيهما عن ضالته ... اما هي فكانت لا تقوي علي تحمل تلك النظرات منه لكنها لم تقوي ايضا علي انزال عيناها مبتعدا عن عيناه كالتي وجدت ضالتها فيهما ... لتشعر بالدفئ والغموض والاروع احست بان روحها التي كانت تبحث عنها منذ ان تركها والدها قد عادت اليها مرة اخري ...
لتتحدث العيون ...
باسل : ما كنت بتوقعهم هيك ...
ميرا : ايه مش حلوين ...
باسل : بكون مجنون لو حكيتك هيك ... هدول بيعقدوا ... عنجد سرقوني من حالي ...
ميرا : لا ما تبالغش ... انا شايفاهم عادي ...
باسل : عنجد مجنونة وهبلة وما بتفهمي شي ...
ميرا : خلاص قوم وخليني اقوم ... ايه استحليت القاعدة ...
باسل : يعني لو بيخيروني ... اختار اضلي هيك ...
ميرا : بتحلم ...
باسل : وشو فيها لو بحلم ... ولو بتعرفي شو براسي هلا كنتي موتيني ....
ميرا : بعد الشر ...
لتخجل منما قالته لتنزل عينها ولكنه سحبهما مرة اخري اليه كما كانتا ...
باسل : ما بدك تعرفي ...
ميرا : ايه ...
باسل : بدي ابوسهم للعيون اللي عنجد مافي متلها بالكون ...
ميرا : قلتلك بتحلم ... 
لتقف مبتعدا عنه ... ليقف هو الاخر بدوره بعدها ... ودون اي كلام اتجه الي الباب لكي يخرج وما ان فتحه حتي وجدها خلفه تهمس في اذنه ...
ميرا : اوعي تروح عليك نومة وما تجيش في الميعاد ...
التفت ليرد عليها ليفاجاء بوجهه ملاصقا في وجهها ...  لم يعرف ما يفكر وما يحس به ... كان كل ما في باله هو ان ينفذ ما يجول بفكره ولكنه تمالك نفسه بقوة لم يعرف كم ستدوم قبل ان يفقد السيطرة ...
باسل " مسارعا للخروج "  : ما بنسي ... تصبحي عخير ...
ليخرج مسرعا حتي لا تتفوق ثورته التي بداخله عليه ويحدث ما يندم عليه ...
وما ان وصل الي سيارته حتي تنفس بقوة كي يخرج هذه النيران التي استطاعت ان تثيرها دون ان تدري ...
باسل : " كيف راح اتحملها حدي ... يا الله مجوزين عنجد او لا ... كيف بتحملها لعيونها ... شو هالعيون اللي ما شفتها بحياتي ... وهالوجه اللي ما في متله ... متل البدر مجنون مين يشوفه بلا ما يحبه ... لا ما فيني اتحملها وهي هيك ... ايه بسويلها عمليه تتمحي شوي من هالجمال اللي مو معقول ... كيف هيدا اللي كان مجوزها من قبل ... كيف تركها هيك بسهولة ... كيف يترك كل هالجمال ومشان شو ... يا الله ... اعطيني القوة تاتحملها للصبية ... عنجد بتعقد ... "
ليفيق علي صوت تليفون جاسر ...
باسل : شو جاسر شو في ...
جاسر : شو في ... والله انت هتجنني ... ايه نسيت بسرعة ميعادنا ...
باسل : ميعاد شو ...
جاسر : الاستوديو ... الاغاني اللي هنسجلها ... ايه كل دا نسيته ...
باسل : لا ما نسيت لكن لساتنا ما اجينا الصبح ...
جاسر : ايه ... والله ضحكتني ... صباح الخير بليل ... يا عمي الساعة عشرة الصبح ايه انت مش شايف نور ربنا كمان ...
باسل " منطورا من علي سريره " : شوووووووو ... عشر الصبح ... كيف هيدا ...
لينظر حوله ليجد نفسه في غرفته وبين اشيائه ... ولا يوجد ما يدل علي انه كان بالخارج ... ليجد نفسه غير مستوعب ان كل ما حدث واحس به ما هو الا حلم من ضمن احلامه ...
جاسر : انت يا عم النجم ... ايه روحت فين ...
باسل : جاسر ماعليه ... لكن راح اقفل هلا وبحكيك بعد شوي ...
جاسر : في ايه ... مالك حاسك مش طبيعي ليه ... تعبان ...
باسل : ايه شوي ... سوري عنجد ما بقدر اليوم اسجل شي ...
جاسر : لا خلاص اهدي انت وارتاح وانا هضبط كل حاجة ولو قدرت اعدي عليك هعدي ...
باسل : خلاص لكن احكيني بالاول ...
جاسر : اوك ... سلام يا مغلبني ...
ليغلق معه وهو سيجن منما يحدث معه ... لم يكن يستوعب ان ما راءاه وما شعر به كان حلما ليس الا ...
باسل : " كيف ... كيف يكون هيدا كله حلم ... كل هالمشاعر اللي حسيتها وقت كانت بين ايديا وتقريبا بحضني ... وقت وقعنا اتنيناتنا عالارض ... وهالكلام اللي سمعتها عم تحكيه ... صار تهيؤات ... مو معقول راح اجن ... والجواز ومحمود ... لا لا مو ممكن يكون حلم ... ايه اكيد مانو حلم ... لكن كيف بدي اتاكد ... اتصل فيها ... كيف ... وشو بحكيها ... راح تضحك علي وما راح اقدر احكيها شي ... لكن لازمنا اتأكد لكن كيف كيف اسويها بلا ما احرجها او احرج حالي معها ... " لتلمع الفكرة " ... ايهههههه خلاص لاقيتها وهلا بعرف كل هيدا حلم او شو ... "
ليقوم مسرعا يستعد لتنفيذ فكرته المجنونة ...
كانت ميرا ما زالت نائمة مش حاسة باي شئ حولها كالمغمي عليها او كالتي اخذت منوما حتي تظل نائمة ولا تفيق ابدا ... ولكنها ورغم الراحة التي تشعر بها اثناء نومها الا ان راحتها قد اقلقت ما ان سمعت رنين هاتفها الذي لم يتوقف رغم تجاهلها له اكثر من مرة... لتقوم مفزوعة وهي تقريبا لا تري امامها حتي ترد علي من ازعجها ... 
ميرا : الو ...
ميار : ايه دا انت لسة نايمة لحد دلوقتي ...
ميرا " وهي بتحاول تصحي " : ميار ... عايزة ايه ...
ميار : يعني هكون عايزة ايه بس ... يلا قومي عشان انا شويه وجايلك ...
ميرا : هاااااا ... لا تجيلي ايه ... لا لا ما تجيش ... انا مش فاضية خالص ... اوعي تيجي ... فاهمة ...
ميار : ميرا مالك متلغبطة كدا ليه ... في حاجة حصلت امبارح ومش عايزة تقوليلي ...
ميرا : لا ما حصلش حاجة ... بس ... هي الساعة كام دلوقتي ...
ميار : الساعة داخله علي عاشرة ونص ...
ميرا : ايهههههههههههه ... عشرة ونص ... انا كدا اتاخرت اوي ...
ميار : ميرا مالك ... ايه راحت عليكي نومة ...
ميرا : ميار معلش انا لازم انزل حالا ... بصي انا هقفل معاكي ولما ارجع هكلمك والا تعرفي يمكن اكلمك كمان ساعة ...
ميار : طب فهميني فيكي ايه ...
ميرا : بعدين بعدين ... يلا سلام ...
ميار : طب اس ....
لتجدها اغلقت التليفون قبل ان تكمل كلامها معها ... لتستعجب ما يحدث معها ...
ميار : معقولة دي ميرا ... مش ممكن تكون هي نفسها اختي اللي اعرفها ... قعدت معها قد ما قعدت وبرضو دماغها دي ماعرفتش افهمها ابدا ... نفسي اعرف بتفكري في ايه وناوية علي ايه ... المهم اروح اشوف اللي عاميلي فيها مقموص وزعلان ... والله لو عمل ايه ما هرجع عن قراري ولازم يتقبل ميار الجديدة ...

آسرتنى ( Complete )✅✅✅✅✅ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن