ليخرج جاسر ويدخل هو مرة اخري لميرا التي كانت لا تزال سارحتا وسط افكارها ومخطوطتها ...
باسل : ميرا حبيبي ...
التفتت اليه مبتسمتا ...
ميرا : ها ... باسل في حاجة ...
باسل : ايه حبيبي ... هلا نزلين ... ادعيلي ...
لتقوم من مكانها وتتجه اليه لتحضنه وهي تحاول الا تبكي فهي تعلم مدي اهمية هذا اليوم ومدي حزنه انها لن تكون معه...
ميرا : اكيد هدعيلك ... وان شاء الله حفلة بتولع ...
ليرفع وجهها لينظر الي عيناها التي اصبحتا سر قوته ...
باسل : لكن لساتك مصصمة ما تحضري ...
ميرا " دون النظر اليه " : يعني ...
باسل " بنبرة حزن " : خلاص متل ما بتريدي ... سلام ...
ليقبلها قبلة خاطفة ويرحل ...
اخذت تنظر اليه وهو يرحل مع جاسر وعيناها علي السيارة وهي تبتعد ... كانت دموعها تحكي ما بداخلها ...
ميرا : " زعلان مني حاسة بيه بس اعمل ايه بس ... ما هو لو يعرف اللي فيا هيعذرني ... بس مش مشكلة لما يرجع ... "
لتلف في المكان وهي غير قادرة علي تحديد ما تريد ...
ميرا : " وايه يعني لما اروح ... يعني مشوار زي اي مشوار ... صحيح تعبت لما روحت لميار وبعديها رجعت معاه علي شقتي وبعديها علي هنا ... بس المرة دي هو مشوار واحد ... اه وهو هيفرح لما يلاقيني قصاده وحتي تبقي مفاجاءة حلوة ... ايوة خلاص انا هروح البس واكلم هيثم يعدي عليا يوصلني واديه كدا كدا رايح الحفلة ... "
وبالفعل اتصلت بهيثم الذي كان يستعد لحضور الحفل واتفقت معه ان ياتيها بعربيتها حتي يوصلها الي مكان الحفل ...
كان المكان يسوده الزحام ... فالناس كانت بالالاف ... فهؤلاء المعجبين والمعجبات الذين طال انتظارهم له ما اكثر فرحتهم وهو عائد اليهم بعد طول غياب ... اعلن خبر الزواج ولكن الكل وخاصتا الفتيات كانوا ينتظرون هذه الحفلة حتي يروا صاحبة الامتياز والتي نالت قلب هذا الشاب الذي لوع قلوب الكثيرين باغاني ملئوها الدفئ والاحساس ...
كان الكل ينتظر اطلالته عليهم وفي نفس الوقت كانوا يحدقون في هذا الكورنر الذي عمل خصيصا لمن يهموه شخصيا والبادي جاردز مانعين ايا كان ان يقترب من هذا المكان ...
كان جالسا فيه كلا من محمود وميار التي وافقت علي الحضور بعد ان احست من مكالمة اختها معها بتصممها علي عدم الحضور ... فقررت ان ترسل اولادها عند جدتهم لابيهم حتي تكون مطمئنة عليهم حتي تذهب مع زوجها وتحضر حفل زوج اختها الذي تعلم مدي ضيقه لعدم وجود زوجته معه في هذا اليوم الهام من حياته ... ومع ان المكان يدل علي حضور اكثر من شخصين الا ان المتواجدين فيه حتي الان هما اثنان ويبدو ان هناك من سياتي بعد ليتوقع الحضور ان زوجته ستكون جالستا مع هؤلاء الجالسين في هذا المكان ...
اما باسل فكان في غرفته بالمسرح بعد ان تاكد من كل شئ وان ليس هناك شئ ناقص وباقي علي صعوده اقل من دقائق ... كان في حيرة وقلق لا يعرف كيف يخرج منها ... ليمسك بمحفظته ويخرج منها صورة صغيرة ... كان قد اخذها من شقتها عندما عاد معها حتي تاتي باشيائها بعدما تصالحا وعادت معه الي البيت مرة اخري ...
اخذ ينظر اليها وهو يلمسها باطراف اصابعه لتتجمع دموعه دفعة واحدة في عيناه ...
باسل : " يعني ما كان فيكي توقفيه للعناد وتكون معي هلا ... بدي اياكي عنجد ما بعرف اهدي حالي وحاسس راح اخربط كل شي هلا وهد تعب السنين اللي مرئت في ثواني ... اااااااه لو اغمض عيوني وافتحهم والقاكي حدي هلا ... ااااااااه ... "
ليفيق علي رنين هاتفه ...
باسل : اهلين ...
........ : سمعتك بتناديني قلت اكلمك ...
باسل : يا الله ... مومعقول ... ميرو لا ماني مصدق ادنئ ...
ميرا : وليه مش مصدق ... مش ناديتني والا انا مابقاتش اسمع بقي ...
باسل : ايه ناديتك لكن ما سمعتي شو حكيت بعد ما ناديتك ...
ميرا : استني كدا خلينا افكر ... امممممممم ... تكونش مثلا اتمنيت تغمض وتفتح تلاقيني جنبك زي ما انت عايز ...
باسل : ميرا عنجد شو هالذكاء ... كيف عرفتي كل هيدا ... شو في شي كاميرا هون عم تنقلك كل شي ...
ميرا : طبعا يا حبيبي ... عندي كاميرا بتنقلي كل اللي بتقوله واللي بتعمله ...
باسل : لا عنجد ... كيف عرفتي ...
ميرا : مش هقولك ... وهسيبك لحد ما تعرف لوحدك ...
باسل : ميرو لكن ...
ليصمت ما ان سمع دقات علي الباب ...
باسل : ميرو انطري شوي ...
ليتجه بحديثه لمن يدق الباب ...
باسل : شو في ...
الطارق : استعد حضرتك كلها ثواني وتبقي علي المسرح ...
باسل : حاضر جاي ...
ليعود لميرا التي سمعت كل شئ ...
ميرا : قبل اي حاجة ... انا هقفل وانت يلا علي المسرح ... عايزة حفلة ما اتعملتش قبل كدا ...
باسل : يا ريتك هون عنجد وهي تكون متل ما بدك واكتر ...
ميرا : اتمني انت وسيب الباقي علي ربنا ...
باسل : بحبك ...
ميرا : وانا بموت فيك ... وخد دي تشجيع ...
لتقبله وتغلق معه التليفون ... ليضع تليفونه علي خده وبعده يمسكه ويقبله ... ليغلقه ويتجه بعد ذلك الي المسرح ... الذي ما ان صعد عليه حتي وجه كلمة للحضور الذي تفاجاء به ...
باسل : مساء الخير ...
ما ان ظهر للجميع وسلطت عليه الاضواء ليجد عاصفة من التصفيق والتهليل تقابله ... فالحضور كان غير متوقع ... وفوق الخيال والوصف ... لم يكن يتصور ان يمتلئ المكان عن اخره ليعجز الناظر عن تحديد هويه انا كان واقفا ام جالسا امامه ...
كان ينظر اليهم عل امنيته تتحقق ويجدها بينهم ... فهو يعلم ايا كان ما يمنعها ويجعلها مصممة علي عدم الحضور الا انه لن يهون عليها لتتركه في هذا اليوم وهي اكثر من يعلم مدي اهميته بالنسبة له ... فهذه الحفلة ليست الاولي له ولكنها اصبحت كذلك بعد المرحلة الجديدة التي يعيشها ... لقد تعب حتي وصل لما وصل اليه ... لم يكن طريقا مفروشا بالورود ولكنه مع المصابرة والكفاح والتحدي وصل الي المكانه التي كان يحلم بها من بداية الطريق ... كان وحيدا ولم يكن هناك من يسانده في اوقات انكساره ... لم يكن لديه اليد الحانية التي تشد من اذره لتقويه وترجعه الي طريقه الصحيح ... اما الان فهناك من يملئ حياته ... رغم كل الخلافات التي حدثت بينهم والافتراق الذي باعدهم فترة الا انه خلال هذه الفترة احس بقوة مشاعره وحبه الذي لم يتخيل ان يعيشه او يشعر به في يوما من الايام ...
ظلت عيناه تبحثان دون جدوي ... كان الظلام يعم المكان امامه فلا يستطيع ان يري شيئا الا انه كان يستمع فقط الي صراخ الحضور ... الذي كان يستغرب صمته ومن ضمنهم ميار ومحمود الذان كانا يعرفان السبب وراء حالته هذه ...
ليجد جاسر امامه علي المسرح ...
جاسر : ايه مالك سكت ليه ... كمل الكلمة اللي هتقولها خلينا نبداء ...
باسل : ما اجيت ...
جاسر : هتيجي صدقني ... هي صحيح ما ادتنيش عقاد نافع لما كلمتها بس حسيت انها هتيجي ... بس ركز انت في الحفلة ابوس ايدك ...
باسل " بنبرة يأس " : ما اجيت وما راح تجي ... بعرفها وبعرف عنادها ...
جاسر : وانا بقولك هتيجي ... هي عنادية صحيح بس عارف قلبها طيب وبتحبك ومش هتهون عليها ...
باسل : لكن ليش ما ظهرت ... ليش ماني قاشعها ... جاسر نورلي هالصالة تشوفها لما تيجي ...
جاسر : ابوس ايدك انت شايف الناس عاملة ازاي ... ركز ويلا ابداء انت وانا هدورلك عليها بنفسي ...
باسل " وعيناه حائرة بين الحضور " : مو قادر ... جاسر بليز انا ...
جاسر : ايه سكت ليه ما تكمل ... وبعدين انت بتبص علي ايه ...
كانت عيناه رغم حيرتها في الاول الا انها جذبتهما حتي ولو لم تكن هناك اضاءة عليها ... وجدهما ينظران اليه لتتركز عيناه بعيناها ... ليغوصا معا في بحرهما ... فتلك العيون هي من اثرته وجعلته بهذا الحب مجنون ...
كانت ورغم بساطتها الا انها كانت عنده اهم من كل الموجودين... نظر اليها نظرة خاطفة ... حفظها ليجدها كما ارادها ان تكون ... ابتسم لتعلم انه يرسل اليها ابتسامة حب وتقدير ولروجعها عن قرارها وانها اتت لتكون بجواره كما اراد ... بادلته الابتسام لتتسارع دقات قلبه مع ابتسامتها ... ليقترب من المايك بعد ان ابعد جاسر ليحدثها من خلال كلمات موجه الي الجمع الغفير الذي امامه ...
باسل : ما بعرف شو احكي ... لكن عنجد بتجننوا ...
ليصرخ الجميع ... ولكن عيناه كانت عليها ...
باسل : لكن فيكم تهدواء شوي تاحكيكم شي وبدي اياكم تسمعوه منيح ...
ليعم الصمت المكان وكأن القاعة اصبحت خاوية من من كانوا فيها... اما هو فكانت عيناه لازالت عليها ومعها ... لتحس ان ما سيقوله موجه اليها ...
باسل : تكرموا ... هلا بدي احكي لحدا مهم كتير عقلبي وهي بتعرف هالشي كتير منيح ... هي بتعرف شو هي لالي متل ما بعرف شو انا بالنسبة الها ... ما بنكر ان ظروف لقانا كانت كتير غريبة والامور كانت سريعة وغريبة بيناتنا ... لكن اللي صيرت مأكد منه متل ماني مأكد من حالي ان اللي بيناتنا اكبر من كلمة صغيرة متل الحب ... وهي بتعرف هيدا كتير منيح ... بعرف ان كتير منكن راح يستغرب كلامي لكن ما لقيت غير هيك طريقة تعتذر منها واطالبها تغفرلي كل شي صار مني وجارحها بيوم وانها تنسي كل كلمة خرجت مني وجرحتها بلا ما اقصد ...
كانت تستمع اليه وهي غير مصدقة ما يقوله وما يفعله ... هل فعلا يحادثها وهل ما تسمعه يخرج من بين شفتاه فعلا موجها لها هي ... لتدمع عيناها من فرحتها بعد ان احست بكل كلمة تخرج منه حاملتا مشاعر صادقة تدل علي حب كبير اكبر منما تخيلت... وانه يعتذر عن كل ما بدر منه وفعله معها وزعلها في يوم من الايام ...
ليمسك بجيتاره وياخذ وضعية العازف ... ليكمل ...
باسل : بعرف ان كل الحكي وكل الاعتذارات ما راح توفيها حقها لكن بدي اياها تسمع هالغنية اللي عنجد ما كنت مفكر حالي بقدر اغنيها ولا مفكر ان جواتي متل هالكلمات ... " ليتنفس بقوة وهو يشير اليها " ... ميرا ... هيدي مني لالك ...
ليبداء العزف المنفرد قبل ان تدخل معه باقي الالات ... لتكتمل الموسيقي ... ليصمت الجميع وعيونهم حائرة تبحث عنها حتي اخترق صوته هذا الصمت ...
مكانك في قلبي مهما كنت بعيد عليه ... ومش كل يوم بنقابل حبايب جداد
صوتك واحشني وضحكتك يا حبيبي ليه ... ياما نفسي اشوفك تاني في اقرب معاد
مقدرتش انساك واليالي ... كل ما تفوت ليالي
كل ما اشتاق يا حبيبي واقول ... ايامنا وحشاك ولا ناسي
ياللي انت من غيرك بقاسي
ياللي عمري اعيش عمري معاك علي طول
مقدرتش انساك واليالي ... كل ما تفوت ليالي
كل ما اشتاق يا حبيبي واقول ... ايامنا وحشاك ولا ناسي
ياللي انت من غيرك بقاسي
ياللي عمري اعيش عمري معاك علي طول
محدش هيعرف يملي اي مكان تسيبه ... وعايش حياتي في بعدك علي الذكريات
في حد في الدنيا دي بيعوض حبيبه ... انا اللي بايدي صحيت في قلبي حكايات
مقدرتش انساك واليالي ... كل ما تفوت اليالي
كل ما اشتاق يا حبيبي واقول ... ايامنا وحشاك ولا ناسي
ياللي انت من غيرك بقاسي
ياللي نفسي عمري اعيش عمري معاك علي طول
مقدرتش انساك واليالي ... كل ما تفوت ليالي
كل ما اشتاق يا حبيبي واقول ... ايامنا وحشاك ولا ناسي
ياللي انت من غيرك بقاسي ... ماكنتش متخيل فراقنا يطول
مقدرتش انساك واليالي ... كل ما تفوت اليالي
كل ما اشتاق يا حبيبي واقول ... ايامنا وحشاك ولا ناسي
ياللي انت من غيرك بقاسي
ياللي نفسي عمري اعيش عمري معاك علي طول
مقدرتش انساك واليالي ... كل ما تفوت اليالي
كل ما اشتاق يا حبيبي واقول ... ايامنا وحشاك ولا ناسي
ياللي انت من غيرك بقاسي
ياللي نفسي عمري اعيش عمري معاك علي طول
انهي الاغنية علي عاصفة اقوي من الدموع والتصفيق ليجدها وهو يلتفت ليحي الجمهور امامه علي المسرح ... كانت دموعها قد غسلت كل ما حدث بينهما وهي اصدق تعبير عن سماحها له وغفرانها عنما فعله وكل ما قاله في لحظة غضب ... لترتمي بين احضانه وسط تصفيق وصفافير كل الموجودين لتقف الفرقة من خلفه تصفق معهم ... ليحملها ويلف بها ...
ليقف محمود وميار التي تعلقت بيد زوجها بعد ان احست بعدم قدرتها علي الوقوف من فرحتها ... ليقبلها محمود من جبهتها ويبتسم ويصفر مع المصفرين ...
اما جاسر فكان بين الكواليس وما ان رائهما معا حتي ادمعت عيناه وهو غير مصدق ما حدث ليعرف السبب وراء تصميم باسل علي موعد الحفل حتي وقتما كان هو وميرا منفصلان ... وتصميمه الاكبر علي حضورها ... ليصفق بقوة مع تصفير متواصل قطعه صوته الباكي وهو يقول ...
جاسر : " مجانين ... انتوا مجانين " ...
ظلا متعانقان لم يعرفا لكم من الوقت ... الا انها تركته بعد ان احست بنظرات الكل اليها خاصتا الفتيات اللاتي كن ينظرن اليها نظرات ضيق لانها اصبحت معه بعد ان كانت كل واحدة منهن تمني نفسها بان تكون بجواره يوما من الايام ... سحبت نفسها بعد ان قبلته من خده هامستا له ...
ميرا : " بحبك يا مجنون بحبك ... يلا كمل وانا جنبك " ...
لتدمع عيونه من واقع كلماتها ولكنها ادارته ليصبح ظهره الي الجمهور لتمسح دموعه وهي تضحك قائلتا ...
ميرا : في فنان يعيط كدا قصاد الناس ...
باسل : من الفرحة ... من الفرحة قلبي لكن ...
ميرا : خلاص كمل وبعدين نتكلم ...
باسل : اوك ...
لتتجه الي الكواليس لتقف بجوار جاسر تتابعه ... لتستمع له وتسانده كما ارادها ...
ليستعد هو لاكمال ما تبقي من الحفل بعد ان تحققت اغلي امانيه وها هي بجواره ومعه كما تمني ... ولكنه قبل ان يبداء غناء مرة اخري وجه كلمة اخري للحضور ...
باسل : الاول بعتذر منكم عاللي صار ... وبدي احكيكم شي ما بعرف ليش بدي احكيه لكن راح احكيه ... " لينظر الي تلك العيون التي كانت تستغرب كل ما يحدث امامها الا انها ارادت ان تستمع لما سيقوله " ... هالغنية اللي سمعوتها هلا متل ما حكيت كتبتها تصالح بيها اغلي انسانة عقلبي ... هالانسانة انتوا هلا عرفتوها ... واكيد صيرتوا عارفين ليش اختفيت وبعدت هالفترة وشو هو السر وراه للاختفاء اللي صار واللي الكل كان عم يسال وينه ... ويني " وهو يضحك " ... كنت مع احب الناس واللي بركي ضايقتها كتير وصارت اشيا ما بعرف كيف صارت بعدنا وحزنا لكن في الاخر رجعنا ... لهيك بدي اتشكرها ... بدي احكيها بشكرك لانك وعالرغم من كل شي اجيتي اليوم ... وبتعرفي كيف هالامنيه كانت غالية علي وكيف كنت عم احلم بيها ... لكن بدي اياكي تعرفي ... " وعيناه عليها " ... اجيتي او ما اجيتي بظل احبك ... " ليقابل بعاصفة اخري من التصفيق ... ليبتسم وهو يوجه الحديث للجمهور " ... وهلا فينا نكفي ...
ليعود ويكمل الحفل ...
عاد للغنا وكان احساسه اكثر من رائع وكل نظره متجه اليها حيث تقف بجوار جاسر معظم الوقت ... كان يشعر بما تحسه وهيا تستمع له ولاغانيه ولكن احساسه الذي تملكه وهو يغني اغنيته الاولي كان اقوي ما غني ...
استمر الحفل وكلما اراد انهائه الا ان الجمهور وهي من قبلهم كانوا السبب في تراجعه واستمراره في الغنا وهي معه مستمتعه به وبكل ما يفعله ... ولكنها ودون ان تشعر تغيرت تعابير وجهها من الابتسام الي العبوس بعد ان هاجمتها الالام القويه لتتمسك بذراع جاسر الذي نسي كل ما حوله والتفت اليها بسرعة مستغربا ما تفعله ... ليجدها لا تقوي علي الوقوف ... خانتها ارجلها واحست بانها ستفقد التوازن وتقع ... الا انها تماسكت حتي لا يلاحظ باسل شيئا عليها خاصتا وهي تعلم ان عيناه لا تفارقها ...
جاسر : ميرا مالك في ايه ...
ميرا : جاسر براحة ومن غير ما حد يلاحظ ولا يحس بحاجة ... ابعدني لجوا وخليني ارتاح شويه ...
جاسر : انتي فعلا شكلك تعبان ... بس انتي شايفة عيناه عليكي ازاي ودا مجنون ولو مالقكيش هنا ممكن يسيب الدنيا بحالها عشانك مش حفلة ...
ميرا : عارفة كل اللي بتقوله ... بس صدقني مش هينفع اقعد هنا قصاده ... هيعرف وهيعمل اللي انت خايف منه برضو...
جاسر : والحل ...
ميرا : مش عارفة وفنفس الوقت مش قادرة اقف اكتر من كدا رجليا مش شايلاني ...
جاسر : طب اسمعي ... انا هجيبلك كرسي واجيب لنفسي واحد كمان وبكدا مش هيشك في حاجة ...
ميرا : ماشي بس بسرعة لو سمحت ...
ليتركها وفي ثواني كان عائدا ومعه كرسيان ... اجلسها علي واحد وجلس هو علي الاخر بجوارها ... ولكنها فضلت الا تكون في مواجته فهي تعرف انها لن تستطيع التمثيل عيله كثيرا وانه سيشعر بها وبما تشعر وتحاول اخفائه عليه ... لتزيح نفسها قليلا مبتعدا عن مجال رؤيته لها ... فضلت ان تستمع له دون ان تراه ولكنها لم تتوقع ان تختلف نبرة صوته ما ان اختفت واصبحت عيناه لا تراها ...