الحادية والاربعون - مقابلة لابد منها

96 3 5
                                    

مر علي السعادة اكثر من ثلاثة اشهر دون ان يشعرا بهم ... اعتزلا العالم وما يحدث فيه ... وكانت سعادتهما طاغية وكانهما لازالا في اول ليلة لهما ... كان الشد والجذب بينهما يوميا دون ان ينتهي حيث اصبح من عادتهما اليومية والتي اذا لم تحدث يحسا بان هناك ما ينقصهما ... ولكنها ووسط كل ما تفعله لم تنسي كتلة الاسرار التي يخفيها عنها ... كانت تفتعل التناسي حتي تسير الامور بينهما طبيعيا ... ولكنها لم تنسي ... فكيف تنسي تليفون محمود وما حدث فيه وما سمعته منه ورفضه ومقاومته توسلاتها له حتي يقول لها ما كان يريده السر وراء هذه المكالمة الغريبة ... كيف تنسي ايهاب ورقمه الذي وجدته علي مكتبه لتعرف انه وصل اليه ولم تعرف حتي الان لما اراده وما توصل اليه معه ... كانت تشك بانه قابله لكنها لم تعرف كيف تتاكد من هذه المعلومة ...

اما هو فكان مشغولا كثيرا بتحضيرات الحفل بعد ان اعلمه جاسر بان موعدها قد تحدد وانه لم يتبقي امامهم غير اسابيع قليلة حتي يستعدوا جيدا لها ... كان هذا الحفل بالنسبة له ليس حفلا عاديا فهو حفله الاول بعد مرحلة تغير جذريه في حياته ... فميرا والتي اصبحت في ليلة وضحاها زوجته ليست فقط زوجة له ولكنه معها احس بانه عاد الي بيته القديم ببلده وحضن امه ودفئ العائلة التي ونظرا لظروف عمله الدائم السفر ... اضطر ان يبتعد عنهم فترة من الوقت منعته ان يقضي معهم الوقت الذي يريده وبالحرية التي يريدها ...

كانت التدريبات والبروفات مستمرة بلا توقف علي قدم وثاق حتي يتم كل شئ قبل الحفل بفترة كافية ... اما ميرا فحتي توفر له كل سبل الراحة لينهي عمله في الوقت المطلوب ... جعلت كل شئ بينهما علي ما يرام لدرجة انه لم يكن يشعر بتواجدها كثيرا بالبيت الا في لحظات الراحة والتي لا تستمر اكثر من ثواني معدودة حتي يلتقط انفاسه قبل ان يكمل مع فرقته باقي البروفات .... كان يجدها اما في غرفتها جالسة او نائمة ... اما في المطبخ تعد الاكل لكل الموجودين والذين كانوا الاكثر سعادة بزواجه حتي يرتاحوا من اكل الدليفيري الذي كان مقررا عليهم فيما سبق ... لم يكن هناك حوار كثيرا بينهما حتي مشاجرتهما الخفيفة لم يعد لها وجود ...

حتي جاء اليوم الذي عقدت فيه عزمها علي فهم الحقيقة وما يجري من ورائها في الخفاء وما يخفيه عنها منذ ان تزوجها ... فهي ومنذ ان فاقت من النوم وهي عاقدة عزمها علي تنفيذ ما تريد فعله بعد ان اجلته اكثر من مرة ... فهي وعلي الرغم من معرفتها بما يمكن ان تكون ردة فعله اذا علم بما تنوي ان تفعله الا انها اصرت علي القيام به دون ان يعلم ... فهي تريد ان تثبت لنفسها قبل ان تثبت له او غيره انها قد شفيت تماما وانها اصبحت له وحده وليس بداخل قلبها غيره ...

كان يستعد لدخول الاستوديو الخاص به ليجدها تستوقفه ...

ميرا : باسل ... ممكن اتكلم معاك شوية قبل ما تختفي زي كل يوم ...

باسل : شو في ميرا ... شكلك هيك ما بيطمن ...

ميرا : لا ما تقلقش بس انا ناوية اخرج النهاردة ... يعني بقالي كتير ما خرجتش وانت مش فاضي تخرجني ...

آسرتنى ( Complete )✅✅✅✅✅ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن