ظلت في بيتها لمدة يومان او اكثر كانت لا تفعل فيهما شيئا الا انها لم تحبز ان تخرج او ان تذهب الي مكانها المفضل حتي لا تراه كانت تشعر بان هناك شئ بداخلها يجعلها تفكر فيه وفيما يفعل ولكنها ومع كل مرة تذكر نفسها بانه ليس حرا حتي لا تترك اي فرصة تجمعها به مرة ثانية او حتي ان تلمحه من بعيد فهي وكما تعتقد ليس لها الحرية الان بعد ان اصبحت علي يقين من ارتباطه بان تتخذه حتي مجرد صديق ... لذلك حبست نفسها في البيت حتي لا تراه وحتي تختبر ما يجول بداخلها والتي لا تعرف له مسمي ... لم تقوي علي النوم ولم تعرف ماذا تفعل حتي تريح راسها من تلك الافكار وحتي تريح صدرها من تلك المشاعر التي لا تعرف لها عنوان ... اخذت تجول بالشقة وتلفها دون تحديد للاهداف ... فكانت كالمخدرة غير مركزة في شئ كانت حركاتها اشبه بحركات القنافذ وهي تمشي مسرعتا لا تقوي علي الاستسلام لما تريده بشدة وهو النوم والغوص في اعماق الاحلام ...
ميرا : " ليه كدا بس هموت وانام ومش عارفة ليه مش عارفة انام ... ااااااااه نفسي اعرف اللي جوايا دا يبقا ايه ... مش ممكن يكون اللي في بالي ابدا ... طبعا لا يمكن لاني خلاص قفلت علي قلبي ضد الحاجات دي من زمان ورميت المفتاح ولا يمكن افتحه تاني ... ليه اتجننت انا والا اتجننت ... يبقا ليه بس اللي انا حساه دا واللغبطة اللي انا فيها دي بقالي يومين ... حبست نفسي وهديتها وطلعت عينيا في شغل البيت مع اني كان ممكن اقعد واسيب هنيه تعمل كل حاجة بس برضو اشتغلت معاها عشان ما افكرش فيه وبرضو مفيش فايدة ... اول ما استلمت السرير وقلت هنام زي القتيله من التعب لاقيته قصادي ناطتلي ومعشش في دماغي ومش عايز يسيبني ... قمت وقلت خلاص مش هنام ... روحت وقعدت قصاد التلفزيون وقلت اتفرج علي اي حاجة والسلام المهم اني ابطل تفكير ... وبرضو مفيش فايدة ... المحطات كلها شبه بعضها ومفيش حاجة عدلة الواحد يتفرج عليها ... قلت اسمع اغاني اه ما انا طول عمري بحب الغنا حتي كان نفسي اغني بس خلاص بقا ... المهم جيبت قنوات الاغاني لاقيتها كلها حاجات غريبة ايه دا ... ايه الفيديوز دي معقولة وصلنا لكدا ... قلت بلاش القنوات دي قلبت قلت اتفرج علي اي حاجة المهم الاقي حاجة تشديني اقوم اقلب واول محطة تقابلني والاقي برنامج شكله حلو والمذيعة كلامها حلو اقوم الاقيه في وشي وبيغني ... خلاص مش عايزة اتفرج ... قفلت التليفزيون وقلت امسك كتاب من كتب بابا اللي في المكتبه بتاعته اقراء فيه ... اعمل اي حاجة ... واول ما افتح الكتاب ولسه هقراء ... الاقيني مش مركزة في الكتاب مع اني بحبه والاقي دماغي شغالة تفكير وبرضو فيه ... بيعمل ايه وبيكلم مين ... بيدور عليا والا نسيني ... طب وانا مالي بكل دا ما يعمل اللي يعمله ويشوف اللي يشوفه ويكلم اللي هو عايزه ... انا مالي بيه شاغلة نفسي ليه ودماغي دي بتفكر فيه ليه ... وبعدين ... " لتقف فجاءة امام شباكها المطل علي الشارع العمومي لتجحظ عيناها من المفاجاءة " ... معقولة دي ... دي عربيته ... ايوه عربيته ... بتعمل ايه هنا ... لا انا اتجننت رسمي خلاص وباسل دا لحسلي اللي فاضل من دماغي ... ايه هيا اي عربية نفس اللون والموديل تبقا عربية الاستاذ باسل دا كمان ... يعني الشركة اللي عملتها ما عملتش غيرها عملت واحدة بس من النوع دا وسكتت علي كدا ... اهدي كدا واعقلي ويلا روحي نامي وبطلي تفكير شويه ... والا مش شايفة وشك بقا عامل ازاي ... بقالك يومين صاحية ... يلا بقا ... ايوة هنام ولو النوم ماجاش بمزاجه هجيبه غصب عنه ... هنام يعني هنام ... "