ظل كما هو تحت المياة الساخنة قطراتها تتساقط علي راسه التي لم تعد معه وانما سابحتا مع ذكرياته معها ... لم يعرف لما يتذكرها الان ... لما يريد عقله ان يخرج هذه الذكريات ... هل يريد ان يتخلص منها ام يريده ان يعيشها مرة اخري ليتعلم ويكتشف كيف كانت تخدعه وهو لاحساس كذاب مستسلما ... هل يريده ان يمحيها حتي يعود الي باسل الذي يعرفه والذي اعتقد انه مات مع لحظة فراقها له ام يريده ان يظل محافظا عليها حتي يظل علي ما هو عليه حذرا الا يقع في براثين النسوان ...
لم يكن يتذكر تفاصيل علي قدر ما كان يتذكر لحظات غلفتها الاوهام بالسكر والالوان ... لم يكن يتذكر ضحكات بدل الالام عاشها ومعها عرف طعم الحرمان ... ليجد شريط ذكريات يمر امام عيناه كفيلم مدته تحسب بالاعوام ... اعوام لا يتذكر عددها ولكن ما يتذكره منها هيا لحظات اهتزت فيها دنياه ولم يعد يقوي علي تحمل رؤية اي واحدة تندرج تحت مسمي انثي ... ليعود بذكرياته الي اقوي لحظات الالم والتي لم يكن يدري عنها الا لحظتها فما حدث قبلها لم يدل علي ما تريد ان تفعله او ماتنويه له ...
كان يوما عاديا ... وهيا كعادتها دائمت التأنق ... لم تترك له لحظات للتفكير فقد كانت تعرف كيف تثنيه وتجعله يفعل ما تريد... لتمر دقائق من بعد ان اغلقت مكالمتها معه ليسمع دقاتها علي باب شقته ... اسرع اليها وادخلها ... ليتلقاها بين احضانه متطايرا بها ضاحكا بصوتا امتزج وصوت ضحكاتها ليكسو المكان ولتستحوذ علي كل ما فيه لتجعل احاسيسه ومشاعره تتداخل ليجد نفسه لا يعرف ما يجب فعله وما لا يجب ... ليجد نفسه ينجذب اكثر واكثر وهيا في احضانه بين يديه متلمسا كل جزء من جسدها ... لترتفع حرارته كما لو كان في اشهر الصيف الساخنه ليتصبب عرقا لم يفهم من اين اتاه ليتناسي كل الواجبات والمفاهيم والموروثات ... ليفقد السيطرة علي نفسه بعد ان استحوذت علي كل فكره لتتملكه فكرة مجنونة حاول طردها كثيرا الا ان ضحكاتها وحركات شعرها يمينا ويسارا ملامستا وجهه جعلت المستحيل حقيقه وما كان يقاوم فعله يفعله ... لتتقابل شفتاه بشفتيها في قبلة اشعلته اكثر ما اشعلتها ... ليلتهم شفتاها كالظمان في صحراء ووجد بركة ماء ... اخذ يروي ظمائه لدرجة معها لم يعرف لكم من الوقت اخذ ولكن ما كان يعرفه انه وهو معها توقفت الحياة ... لم يعد للساعات دقات ... لم يعد للكون عنوان ... لم يعد يقوي علي الوقوف وتحمل هذا البركان ... ليسقطا سويا وهما لايزالان متعانقان يكملا سعادة ولو للحظات... ولكنه ووسط كل هذه المشاعر التي كانت تتحرك كالامواج لا تعرف نهايه ولا شطان ... رجع الي عقله المسلوب وتحكم فيما يفعله قبل ان يفلت منه زمام الامور ليبعدها عنه برفق حتي لا تتفهم افعاله خطاءا ... فهو وعلي الرغم منما يريده ومنما يقاوم فعله الا انه يريدها ان تنعم بهذا الاحساس في لحظته المناسبة حتي لا يندم ايا منهما ...
ليستعدلا في قعدتهما ... ولتنظر اليه مبتسمة ابتسامة اقنعته بخجلها منما حدث بينهما ... ليبادلها الابتسامة ولكنه ايضا لم يقوي علي بدء الحديث الذي يريد ... لتفاجائه هي بالكلام ..