باسل : بتعرفي تقفليه لتمك وما تحكي كتير ... بدك تنشفيه ... هيك تنشفيه ...
ليرفع المنشفة التي كانت بجوارها ليضعها علي راسها ... ويبداء في فرك شعرها بها وهو مغطي باقي وجهها بها من غيظه ... فواقع كلماتها القليلة والتي لم تكن تقصد بها شئ غير استفزازه واغاظته لما جعلها تعيشه وهي بالحمام معه جعلته في درجة من التعصيب لا توصف ولكنه كان متحكم فيها لاقصي درجة ...
اما هي فكانت تضحك في صمت حتي لا يكشفها ...فهي تعلم جيدا انها عصبته ببضعت كلمات ليس ورائها اي معني تقصده ... ولكنها حبت ان تنتقم منه ليس اكثر لترد اعتبارها بعد شعور الرعب الذي عاشته منه ... ظلوا هكذا حتي انتهي ... وما ان انتهي حتي رفع المنشفة عنها ...
باسل : شفتي ... هيك ... هيك نشف ...
ليضع المنشفة بجوارها وليتركها ويرحل ... والا بها تستوقفه ...
ميرا : ايه دا انت رايح فين وسايبني كدا ...
باسل : يا الله دخيلك ... شو بدك مو خلاص شعرك وصار ناشف شو بتريدي هلا ...
ميرا : اه هو نشف وانا شكلي بقي زي القردة ... في حد يعمل كدا ... اديك كعبلتهولي ... وهتسيبني معكوكة في تسليكه وهتخرج ...
باسل : يالله عليكي ليش كسلانة هيك ... شو ما فيكي تسليكيه لشعرك لحالك بدك حدا يساعدك بهيك شغلة كمان ...
ميرا : من غير تريقة لو سمحت بس انت اللي كعبلته مش انا ...
باسل : مو انتي اللي ما كنتي عارفة كيف تنشفيه ... هيدا جزاتي اني ساعدتك ...
ميرا : لا بس انا شعري طويل وتسليكه بياخد غلبة ... شوفت فايدة الاستشوار ...
باسل : خلاص فهمت ... يا الله صايرة طفلة عم تتغنج عبايها ... يلا ناوليني اياه ...
ميرا : هو ايه اللي اناولهولك ...
باسل : المشط ... هاتيه وبلا ما تحكي خلصيني ...
ميرا : اتفضل ... لما نشوف ...
ليخبطها به علي راسها ...
باسل : اسكتي وما تحكي ...
ميرا : اه ... طيب بس من غير ما تخبطني ...
ليبداء في تسليك شعرها ... كان يمشط شعرها دون ان ينظر لها مباشرتا ولكنه كان يختلس بعض النظرات عليها في المرايا ليجدها سعيدة بما يفعله ... لم يفهم سر سعادتها وفرحتها بما يفعله ... ولكنه ووسط تكهناته تذكر اصغر اخواته عندما كانت تطلب من امه ان تسرح لها شعرها بعد ان تغسله ... فما يراه امامه من فرحة وسعادة مثلما كان يري في عيون اخته وهي جالسة امام امها تسرح لها شعرها ...
اخذ يضحك دون صوت او اظهار اي علامات للضحك علي وجهه ولكنها لانها كانت مركزة عيناها عليه حتي احست ببوادر ضحك محاها بسرعة ... لتبتسم وهي تحدثه حتي تداري غيظها منه...