اليوم الأول.

10.2K 321 118
                                    

رينا، أكتوبر ٢٠٢٠

"عليك الإبتعاد أيضا عن الأصدقاء الذين يسببون مشاكل".
بالطبع أبي لا يعلم أنني وكما يقال، 'رئيسة العصابة' وربما على أصدقائي الابتعاد عني و ليس العكس ...

أكمل أبي يؤنبني:"ما زلت عاجزا عن تصديق أنك افتعلتي شجار اليوم، هل علي الحضور إلى المدرسة لحل مشاكلك من اليوم الأول" .

زفر بسخرية:"هذا يبشّر بأن عامك سيكون حافلا".

زمتت شفتاي وأخفضت نظري محاولة أن أبدو بأكثر وجه بريء:" ماذا أفعل؟ لقد اتهمني افتراءا ثم أشار لي بكاذبة، كيف سأبقى ساكنة؟"

أجاب بسخط: "مع هذا كيف تقولين لأستاذك بأنه لا يمت لمهنة التدريس بصلة، ألم أربيك على أن تكوني مهذبة".

- بلى أنا مهذبة بالفعل، مع من يستحق، لكن ذلك الأستاذ أخطأ في حقي!

- كان عليك أن تتغاضي عن هذا، على الأقل لأنه اليوم الأول، الآن سيأخذ إنطباعا سيء عنك.

أرجعت خصلة شعري وراء أذني وجلست باستقامة أقول بثقة:"أبي أتعلم، بعد خبرتي الطويلة في هذه الحياة والتي دامت مدة ثمانية عشر عاما، قد استنتجت قانون وأنا أؤمن بشدة به... أتذكر حين حصلت على المنحة لأدخل مدرستي الحالية، لقد رفضت في بادئ الأمر، لمَ برأيك؟ لأنني أرى دائما كيف يتم التنمر على من يدخلون لمدارس مرموقة من خلال المنح، ولم أرد أن أتعرض لهذا، لكن لاحقا، قررت أن أتحلى بالشجاعة وأقبل المنحة، وما ساعدني في تخطي الأمر كان هذا القانون، إنه قانون المرة الواحدة، حيث أؤمن بأنك إذا سمحت لأي شخص بأن يهينك مرة واحدة فقط، فهو سيكرر الأمر مرة أخرى وأخرى، وسيكون من الصعب إيقافه بعدها، هذا ينطبق على المدرسين والطلاب، لذلك أحرص على أن لا أسمح بأن تمر إهانة واحدة، لأنني لو فعلت كانوا سيتمادون لاحقا بالتأكيد، وينطبق أيضا على الأشخاص الذين يواعدون أو يتزوجون، فإذا سمح أحدهم لشريكه بتخطي الحدود وأراه أنه لا بأس بذلك، سيعيد هذا الأخير الكرة مع أخطاء أكبر ومرات كثيرة، لأنه ببساطة اعتاد على كون الآخر يتقبل أفعاله، لهذا لا يمكنني التغاضي أبدا ".

أنهيت جملتي متنهدة، فرأيتُ ضحكة عجز عن إخفائها :"أنتِ تشبهين..."

قاطعته :"أعلم أشبه أمي كثيرا".

- صحيح، وأنا مسرور بهذا.

تحركت أحشر نفسي بجانبه و أحتضن يده:"وأنا مسرورة أنني ابنتكما ".

سحب يده يرفع إصبعه السبابة في وجهي:" لا تحاولي التملق، عديني الآن بأنك ستخففي من المشاكل، سيطردونك إن بقيت على هذه الحال ولن تشفع لكِ علاماتك الجيدة دائما".

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن