الجـزء التـاسـع و خمسـون : الإلتقـاء

1.3K 96 64
                                    

✧*。⁩
———————————————————

يمتطي حصانه و يركض به ضيق عيناه بهدوء
عندما لمح قرية كبيرة من بعيد ، أسرع بحصانه
و يضيق عيناه أكثر فأكثر.

(هذا المكان ، المكان الذي تم الاعلان فيه
عن قتل جميع الأكرمان ، قلبي يدق ... بقوة)
تحدث بداخله بهدوء ثم تنفس بعمق و هدأ.

ارتجل من حصانه و هو يرتدي معطف الجنرال
و غطى رأسه بقبعة السترة ، وضع أحد يداه في
جيبه ثم أمسك حصانه بيده الأخرى.

وجد الثلوج التي لا تزال تتساقط ، و الأرض البيضاء
الجو القارص ، محلات بيع الطعام ، الناس يتمشون
بهدوء و فرح ، و هناك من يتمشون في ثنائيات.

اصوات الناس المكتظة في جميع الأنحاء ، صراخ
الأطفال ، روائح الطعام المختلفة ، الرفوف الخشبية التي تحمل شتى أنواع الهدايا و الألعاب و الحاجيات المنزلية.

ظل يتقدم و تدخل في ازدحام الناس ، وجد
الأطفال يركضون بفرح ، و أصوات رجال
أصحاب المحلات ، لسبب ما شعر بالحنين.

تجمدت رجلاه مكانه عندما وقف أمام بيت
لا بأس في حجمه ، ينبعث منه طاقة ما
تطايرت خصلات شعره بهدوء.

فتح أعينه بخفة عندما نظر إلى تلك النافذة الشبه
متجمدة ، ابتسم بهدوء عندما رأى أمامه خياله
و خيال والدته و هما يتشاجران.

(أعرف جميل بشعر أسود)
ترددت هذه العبارة في مسامعه ثم تذكر
ابتسامتها في هذا الوقت ، هزت مشاعر كثيرة.

(أمي..)
تحدث بداخله ثم هدأت ملامحه شعر بدموعه
التي كادت تشق طريقها لولا أنه شد على مشاعره.

سحب دموعه إلى الداخل و عاد ليتمشى في
ذلك الشارع ، نظر إلى تلك المساحة الكبيرة
رأى خياله عندما كان في وسط صدمته.

وقف بحصانه عدة دقائق في وسط تلك المنطقة
لحظات حتى عادت تلك الذكرى تطارد عقله
تلك الصدمة ، تلك المشاعر ، ذلك الغضب.

نظر للأمام وجد حيث كان والده كاد يطلق
النار على ميكاسا ، و وجد خياله الذي كان
يقف و يشاهد ما يحدث و هو يضيق عيناه.

(ليتني كنت قادراً على حمايتها وقتها)
كاد يكمل طريقه حتى استوعب الازدحام
الذي حشر نفسه فيه.

”انظري أنه الجنرال!! ، يا الهي إنه حقاً نعمة
لقد قتل عشيرة الأكرمان كاملة بسبب خيانتهم
لقد كانوا مرعبين للغاية و ذكاءهم الحاد مخيف“.

تحدثت شابة ما و هي تتمشى مع شابة أخرى
تقاربها في العمر ، قبض على يداه قليلاّ ثم نظر
لهما بطرف عينه بسبب ما سمعه.

In The Darkness | RivaMika حيث تعيش القصص. اكتشف الآن