part 44

1.2K 93 4
                                    

يوم هادئ للغاية تناول به افطاره فى صمت وتجهز للذهاب للمدرسة ، لكنه بكى بطفولية الذهاب دون خالد ، حاول والده دون جدوى ودموعه سلاح قوى يتحكم فى اقسى رجل عرفه .. والده .

خطة محكمة يجهز لها طوال الليل منذ أخبرته رؤية ان اليوم هو يوم اللقاء الذى انتظره منذ أول لحظة فى عمره .. لقائه بوالدته .
ليس خالد وحده من قادر على الكذب والتحايل ليرى أمه ، هو أيضا قادر على ما هو أكثر .. هو يخطط للهرب والعيش معها للأبد .

الحماس منعه النوم طوال الليل يفكر فى القاء ويتخيل الف سيناريو له .. دموع واحضان وقبلات دافئة ، ويد ناعمة فوق شعره .. صوت مشتاق يحكى محاولات لرؤيته لكن جبروت والده الرجل الغاضب دائما كانت حائل .

ابتسم بوداعة وهو يلوح لوالده الذى صدق بكائه ورفضه الذهاب للمدرسة بسبب غياب خالد ، وانسحب من المنزل للعمل بصمت .

أسرع الصغير إلى خزانته يختار أفضل وأجمل ثيابه يتخيل والدته فى جمال سارة ، ورقى وأناقة رؤية ، وطيبة وحنان سعاد .. والدته التى يكاد ينفجر قلبه حماس ليراها لا يصدق أن حلمه المستحيل يتحقق ببساطة على يد زوجة أب كان يخشاها .

ساعة إثنان ثلاثة والوقت يتحرك كسلحفاة تحمل العالم فوق صدفتها ، وحماسه يتحول لانتظار لا يطاق .. طفل مدلل لم يعتد الانتظار ولم يعرف معنى الصبر ، لكنه تحلى به حتى ينول ما تمنى . درس علمته إياه رؤية وهو أول درس يتعلمه منها .. الصبر غايته النجاح .. الصبر مفتاح الوصول للهدف ، وهو يتفتت صبرا بإنتظار ساعة حصاد هدف كفاحه .. ساعة وصوله لغايته .

---------------

تراقب صبره منذ رحيل والده بصبر اشد .. عيناها على الأمانة التى تركها لها حمزة طفل رضيع لا يعرف فى الدنيا شئ .. قطعة لحم صغيرة طولها لا يتعدى ال 20 سم لكنها اهتمت بها كما اهتمت بوالده سلفا حتى صار طفل جميل محبوب عجز عن حب نفسه . عجزت بكل حنانها وعطفها ملأ فراغ لن يشبعه إلا أم .

تذكرت حين كانت تخرج من غرفة سارة الباكية محملة بالاثواب الطفولية واستمعت لاتفاق رؤية وآدم .. اتفاق أشعل خوفها على الصغير من زوجة أب مجرمة تخطط للتخلص منه والقائه لوالدته حتى تنفرد بوالده .

أفكار ردمت عقب فهمها ما يخطط له الصغير سرا عنهم لتلتهمها دوامة الحيرة .. هل عليها إخبار حمزة الذى لن يتردد فى قتل زوجته حين يعلم ، ام تنتظر لتعلم ما تخطط له زوجة الأب الشريرة !

رفعت عيناها له للمرة الألف تتأكد منه وتطمئن عليه لتجده ثابت كما هو ينظر للساعة بصبر لم تعتاده منه .

-----------------

عادت للقصر لتجد الصغير بانتظارها يقفز بسعادة لظهورها لتقابله ببرود شديد لا يتماشى مع حماسه .

آدم بحماس : انتظرتك طويلا .

رؤية ببرود : لم أتأخر .. أنتظر هنا حتى أعود .. او أشغل وقتك بشئ ما .

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن