part 10

1.8K 94 7
                                    

كمن يجلس على الجمر ؛ لم يستطع التنفس براحة ... يشعر بالاختناق واختفاء الهواء من حوله رغم تيارات الهواء الباردة الصادرة من المكيف .... لسانه معقود بخطيئته ، هو السبب فكيف له الحديث ومن اين له بالجراءة الكافية للتفكير حتى بمناقشتها ! ... كل شئ تم بسرعة شديدة ، يكاد يجزم أنه كابوس دقائق ويفيق منه ،حتى الآن يرفض عقله تصديق كل ما حدث خلال الأيام الماضية .... لقد فعلها ابن الكاتب ولم يستطع الوقوف له وحمايتها منه كما عاهد نفسه ... أثبت لنفسه انه ضعيف كما يصفه طفل غريمه البغيض ... ليعود بذاكرته .

كان جالس امامها بمكتبها كتلميذ أهمل واجباته وأقر معلمه العقاب بينما هى تناظره ببرودها المعتاد .

يامن بتوتر: لا اوافق .

رؤية ببرود: لا اطلب موافقتك .... ابلغك فقط .... معنا او لا .. لا يهم .

يشعر كم هو ضئيل حين تحدثه بتلك الطريقة .... لكنه من جلبه لنفسه .... لم يهتم بالصفقة قدر اهتمامه بسفرها وبعدها عن عينه المشتاقة لكل تفاصيلها ، والنتيجة عقد كارثى يشترط مواد وخامات لا تصنع داخل البلاد وجمارك استيرادها باهظة .... فخ سقط فيه كمبتدئ ساذج .... الحل ايضا لم يرضيه .... تصنيعها فى دولة أخرى مع احتفاظ الاخر ب 50% من الأرباح وتحمل المؤسسة اى خسائر ! .. يعلم أنه الحل الأمثل ، ولكن قهره أنها من وجدت الحل وليس هو .... وما زاد قهره حين علم أنها اختارت شركة الكاتب دون غيرها .... حمزة الكاتب هذا الذئب الذى يحوم حولها منذ فترة ويتفنن فى إفساد عملها وصفقاتها .... تستعين بعدوها لتخليصها من ورطتها .

يامن بغضب: أنه عدونا رؤية .

رؤية بهدوء: فى عالم الأعمال كلنا اعداء .... كلنا أصدقاء .

كاد أن يتحدث حين طرقت ناديا الباب وسمحت لها رؤية بالدخول لتنطق بما أشغل براكين غضبه واجج ناره الحارقة لقلبه المشتعل بغرامها .

ناديا بجدية: الباشمهندس حمزة الكاتب بالخارج ويريد مقابلتك اليوم لسبب عاجل على حد قوله .

نظرت رؤية لاشتعال يامن .... تعلم انه الأن يريد حرق الأرض لو أتته الفرصة ، لكنها غير مهتمة .

رؤية ببرود: ادخليه .

احمرت عيناه بغضب القدماء حين دخل الآخر بكامل اناقته وعطره الرجولى يفوح بسخاء .... أهتم بكل شئ وأدق التفاصيل .. بدلة رمادية جذابة وحذاء بنى قاتم ، قميص أبيض يظهر قوة عضلات صدره دون رابطة عنق ... الحقير يحاول استمالتها بجسده الرياضى .

ابتسم بهدوء وجلس أمامه يفصلهما طاولة زجاجية قصيرة ... رمقه حمزه بنظرة ساخرة زادت من غضبه ورأى شرارات النار تنبعث من عيناه .. تقصد حمزة إظهار اللامبالاة به وهو يحيد بنظره عنه ويوجه كامل اهتمامه برؤية .

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن