Part 64

1.4K 84 15
                                    

تنفست بعمق بينما تهبط الدرج ببطء .. الام ظهرها منذ الصباح يمنعها حتى التنفس ، لذلك تحاملت على نفسها وهبطت الدرج .. الطبيب أخبرها انها اعراض ولادة وتطول لساعات عليها تحملها بصبر .. وهى صابرة بحب كبير لترى بعيناها ثمرة عشقها المرضى برجل كيامن حقير وضيع يتحسن ببطء ليستحق حبها اخيرا .. لكن هذا لا يمنع تخابثها واستفادتها ، فإن كانت ولادة قبل الموعد اذا لتكن امه السبب .

وجدتها تجلس فوق مقعدها المتعاد كملكة فقدت عرشها .. صراع أبنائها هزمها وهى من لم تعرف الهزيمة قط .. لطالما وجدت ما تفعله لتحول هزيمتها ربح ، والان فرغت جعبتها بينما طرفى الحرب ابنائها .. نبتت ابتسامة على شفاها رغم الألم .. كوثر هانم من احتقرتها لسنوات لا تعرف عددها من كثرتها أمامها مهزومة ولها الفضل بهذا .

اقتربت منها ببطء شديد تقاوم الألم .. عليها ان تقف أمامها بثبات وقوة تستفزها لتتهور .

" لما حزينة هكذا يا حماتى ! .. يامن صرخ بك صباحا لأجل ابنه !"

تهادت أمامها بدلال مبالغ به حتى جلست متحاملة على المطارق التى لا ترحم ظهرها بقوة لترسم بحرفية ابتسامة سمجة على شفاها .

" بإمكانى ان اساعدك ، واطلب منه أن يسامحك "

لم يفتها السخرية والخبث المقطر فى حروفها .. الحقيرة تسخر منها وتتطاول عليها .. على اسيادها .. ضحكت حسيبة باستمتاع بينما تترك مجلة كانت بيدها لتتابع حديثهم بترقب النتيجة الكارثية المتوقعة .

ابتسمت ناديا تشعر بنشوة الانتصار تفوق الام الاولادة .. تنبأ لها مؤنس ان تخسر على يد كوثر وحسيبة .. وتنبأ لها حمزة ان تصير زوجة حقيقية وأم لابن يامن .. راهنت على حمزة وكسبت الرهان .. الأمر متوقف على خطوة واحدة .. خطوة واحدة فقط .

تحاملت على ثقلها والامها لتقف بصعوبة تعض شفاها من شدة الوجع الطاحن لجسدها وتحركت ببطء شديد تعمدت إظهاره تبختر ووقفت أمام كوثر تقاوم الالم بابتسامة حقودة .

" انتهى وقت قوتك كوثر هانم .. حان وقتى انا الان .. وقت ناديا الحديدى سيدة هذا المنزل " .

كلمة السر فعلت غضبها الأعمى لتتحرك دون تدفعها بقوة شديدة .. تدفع حقدها وفخرها وزهوها بما عملت هى عليه .. هى تعبت وضحت لتحصد حقيرة مثلها فى النهاية .. دفعتها غافلة عن نتيجة فعلتها لتبتعد ناديا حوالى المتر والنصف وتسقط بجسدها المنتفخ الثقيل على الأرض صارخة بقوة الألم التى قاومتها منذ ساعات طويلة .. صرخت وصرخت حتى تمزقت احبالها الصوتية .. صوت اجتمع بسببه جميع العاملين بالفيلا يحاولوا رفع جسدها المرتعد بضعف والم .. وجهها تشرب دماء جسدها حتى صار قرمزى .. هالهم الماء المتسرب اسفلها لتصرخ حسيبة .

" انها ولادة .. بسرعة احدكم يطلب الإسعاف "

رشقتها حسيبة بنظرات قاتلة لتنكمش على نفسها اكثر خوفا مما فعلت .. لم تخف بحياتها ابدا .. حتى حين قتل كامل اخويها لم تخف .. لكن الآن بينما صراخ ناديا يصم اذانها تخاف .. تخاف ان تخسر يامن للأبد .. تخاف ان يكرهها ابنها من اعتمدت عليه لسنوات .. تخاف يدها الغاشمة التى تفتك بها اعدائها تتحول عليها هى حين يخسر ابنه بسببها !!!! .

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن